في وان بانش مان، سايتاما هو الشخصية الأقوى في القصة، الأمر واضح جداً من الاسم، لن يكون هناك في أي نقطة من العمل أيّ شخصية قادرة على تقديم تحدٍّ يذكر يجعله يقاتل بجدّية، الآرك الرئيسي في بداية القصّة يهدف أصلاً لإثبات أن سايتاما هو الأقوى في الكون، ليس فقط على هذا الكوكب. وهذا يضع القصة في مكان غريب، فالعادة في الأنميات القتالية يكون الهدف إيصال الشخصية الرئيسية إلى تلك النقطة، بمحاولة لإثبات أنه مهما كان البطل مبالغاً في قوّته سيكون هناك عائق أمامه يجب عليه تخطّيه، عليه أن يتفوق على نفسه ويتدرب كي يصل لسويّة القوة الأعلى كي يهزم الشرير، يحرر الأميرة، ويعثر على الكنز.
سايتاما وصل لتلك النقطة سلفاً، لم يعد هناك سبيل ليصبح أكثر قوّة، وفي الحقيقة لا داعي لوجوده في هذا العالم بسبب وجود منظّمة الأبطال التي تتضمن مجموعة من أقوى البشر على الإطلاق – ومن السخرية أن هذه المنظمة قد ظهرت بسبب سايتاما نفسه، لذا حتى تحوّله لهذا البطل الخارق لم يكن له حاجة. سايتاما لا يمتلك أي عائق قوّة، ولا حاجة للوجود في عالمه، ومع ذلك تبقى قصّته مثيرة للاهتمام.
في لوغ هورايزون، شيروي هو أحد أقوى اللاعبين في العالم، من القلائل الذين شاركوا بأحداث هائلة وذات صعوبة فائقة في اللعبة ونجحوا في اجتيازها، وقد وصل سلفاً للمرحلة النهائية وبدأ يرتقي في المراحل الإضافيّة، إضافة لهذا، شيروي من أذكى الأشخاص في اللعبة، وهو قادر على إدارة المعارك المعقّدة دون مشاكل لضمان النصر، وهذا يضعه أيضاً في مكان غريب، فالعادة في هذا النوع من الأنميات أن الشخصية الرئيسية ستواجه كل المصاعب وحدها دون مشاكل، وستكون مثالاً لخيال القوّة الذي يتمنى المشاهد أن يجد نفسه فيه.
ولكن شيروي لا يستطيع فعل ذلك، فهو محصور في دوره المساعد، ويدرك تماماً أنّه ليس الشخص الأفضل لقيادة العالم الجديد، ولا ليكون مسؤولاً عن سكانه أو مصيرهم، ولكنّه مع ذلك يحمل على عاتقيه تقديم قصّة ستصبح من أفضل قصص الإيسيكاي دون منازع، في تصنيف يتضمن آلاف القصص الأخرى المشابهة.
في إينيشال-دي، تاكومي هو السائق الأفضل بالفطرة، مولود لأب هو أفضل سائق في زمانه، خاضع لأقسى تدريب ممكن دون أن يدرك هذا أصلاً، يقود مع كأس الماء على الممر الجبليّ المتعرج كل صباح ومساء منذ أن استطاعت قدمه لمس دوّاسة الوقود، تاكومي قادر على أداء “دريفت” على ممر جبليّ لم يزره قط من المرّة الأولى، وهو الأفضل دون منازع في مجاله. وهذا يضع القصّة في مكان غريب، فهي تبدأ مع فوزه على أفضل سائقي المنطقة، دون أن يدرك هذا حتّى.
تاكومي وصل للنهاية، ولا اهتمام لديه في المتابعة، القيادة بالنسبة له ليست شغفاً ولا يريد أن يجلس ساعة إضافيّة خلف المقود، هي مجرّد عمل آخر يقوم به ويرغب الانتهاء منه في أقصر وقت ممكن – ومن السخرية أنّ هذا تماماً ما يجعله السائق الأفضل بين الجميع.
ما يجمع بين هذه الشخصيات الثلاثة هو أنّها وصلت لحدود قواها تقنيّاً، ولكنّ قصصها بدأت عند تلك النهاية، ومع ذلك استطاعت أن تتابع في قصّة مثيرة للاهتمام -كلّ منها بطريقتها الخاصة- ولم تقع في فخّ الملل أو تدخّلات الكاتب المفاجئة أو التصعيد اللانهائي كما حصل في نظيراتها التي اعتمدت أيضاً شخصيات فائقة القوّة.
سايتاما وشياطين النفس
لا داعي للعودة مطوّلاً وتحليل شخصيّة سايتاما للمرة الألف، فقد قام وائل بهذا في مقاله السابق بشكل جيّد، ولكن بالمختصر، الوحش الحقيقي الذي يعجز سايتاما عن هزيمته هو “شياطينه” أو “ذاته” إن صح التعبير. فحتّى بعد أن وصل للقوّة المطلقة -أو ربما بسبب وصوله لها- لا يزال عاجزاً عن العثور على معنىً لحياته، ولا يزال ضعيفاً أمام أزمة نفسيّة كتلك، وعلى الرغم من أنّ هذه المعركة المحتدّة بينه وبين اكتئابه تظهر بلمحات سريعة بين الفينة والأخرى في القصة، إلّا أنّها المحور الحقيقي لها.
كعب أخيل
من الطرق الجيدة للتعامل مع الشخصيات فائقة القوّة هو وضع “عيب” فيها يجعلها عرضة للخطأ، هذا الأسلوب سهل الاستخدام وبسيط بما فيه الكفاية ليكون أيّ كاتب قادر على استخدامه، وهو قديم بقدم روي القصص ذاته.
ستجد الكثير من نقاط الضعف في الكثير من القصص الأخرى، بعضها معقّد كرذيلة لا يمكن للبطل التخلّي عنها مثل المخدّرات لشيرلوك هولمز حيث تضعه هذه الرذيلة في معضلة، وجودها ضرر وغيابها ضرر أيضاً. بعضها أكثر بساطة ك”عدم تحقيق الشروط المطلوبة” كما يحدث مع ميدوريا في أكاديميّة بطلي، هذا الحاجز يمكن دفعه بسهولة نحو الأمام ويجعل تخطّي نقطة الضعف هذه بمستويات مختلفة أسهل، على الأقل نظرياً، دون الإخلال بجزء رئيسيّ في القصة.
تخدم نقطة الضعف هذه وظيفة مزدوجة عادة في القصة، فهي من طرف تضع الشخصية الرئيسية ضمن حدود عليه تخطّيها، ليصل إلى ذاته المطلقة، أو هدفه الأسمى، وفي نفس الوقت تجعله أكثر ارتباطاً مع المشاهد، فهو أيضاً يمتلك عيوباً ويستطيع تخطّيها؛ وقد يكون هذا حرفياً أو مجازيّاً، ففي حالة شيرلوك هي حرفيّة بنسبة كبيرة، فهو مدمن على المخدّرات وعالق بين نشوتها وضررها، بينما في حالة ميدوريا هي أقرب للمجازيّة، فالمشترك هنا مفهوم تخطّي العوائق لا العوائق ذاتها بحرفيتها.
نقطة ضعف سايتاما تضعه في مكان مثاليّ، فهو الإنعكاس الأفضل للمشاهد الذي يعيش حياةً مملة وروتينيّة وعاديّة، ولكنّه في نفس الوقت يلعب على حبل القوّة المطلقة التي يمتلكها البطل في الوقت المناسب ليذكّر المشاهد أنّ المشاكل تلك؛ الملل، الروتينية، الكآبة، هي أصعب حتّى على هذا البطل من هزيمة عملاق بحجم هائل. سايتاما يلعب على الحبل الحرفيّ، في حالته النفسيّة، وعلى الحبل المجازيّ، في قدرته الخارقة ووصوله “للهدف” الذي وضعه لنفسه.
محور الكون
قد تعتقد أنّه في قصة عنوانها “بطل الضربة الواحدة” أنّ هذا البطل هو محور الأحداث، وأن صراعه -مهما كان- هو الأهم والأكثر استحقاقاً للوقت من الكاتب، ولكن عدا الفصول الأولى، التي وظيفتها أصلاً أن تضعنا في صورة جيدة عن حالة سايتاما النفسية، يبتعد الكاتب عن التركيز على سايتاما، ويتوجه لصراع القوى حوله، وكأنّه غير موجود.
أنت تدرك كمشاهد أنّ سايتاما قادر على إنهاء كل تلك الصراعات بضربة واحدة، وتنتظر هذا ببالغ الصبر في بعض الأحيان، ولكن تدرك أيضاً أن هذا العالم لا يتمحور حوله، وهو إشارة ربما أن العالم لا يتمحور حولك أنت كقارئ، بما أن سايتاما هو بشكل أو بآخر مرآة لك ولمشاكلك.
بدلاً من سايتاما، يعرض الكاتب قصصاً أكثر إثارة، كما يجري مع جينوس ورحلته للعثور على معنى من حياته من خلال القوّة أو سونيك الذي يبحث دون جدوى عن القوّة من خلال التمرين أو غارو الذي أفسدته القوّة على الرغم من طيبته أو فوبوكي التي لم تولد بموهبة كافية أو كينغ الذي يكذب بشأن قوّته أو غيرهم الكثير.
كلّ واحد من هؤلاء له نقطة ضعفه، ولديه الكثير من العقبات لتخطّيها عند الحديث عن “القوّة الفيزيائيّة” – بعضها يتلخّص في النهاية بمشاكل نفسيّة، أو ربما أغلبها كذلك، ولكن يمكننا في القصة مشاهدتهم وهم يتخطّون تلك العقبات في محاولة للوصول إلى ما وصل إليه سايتاما، على الرغم من وجوده مثالاً حيّاً أمامهم على فشل ما يهدفون له في تحقيق الإشباع الحقيقيّ.
وجود كلّ هذه القصص، وكلّ هذه العقبات، وكلّ هذه الشخصيات، وكون سايتاما خارج المحور تماماً في أغلب الأوقات، يجعل قراءة القصّة أكثر إثارة للاهتمام، ويضع ثقلاً لما يحدث فيها ومخاطرة حقيقيّة للشخصيات.
شيروي واستكشاف الذات
الأساس الذي بنيت عليه شخصيّة شيروي بسيط جدّاً وكليشيهيّ جداً: شيروي لا يمتلك أيّ قوّة حقيقية دون أصدقائه، ولكنّ المختلف أنّ هذا بالمعنى الحرفي فقط.
قوّة الصداقة هنا لا تأتي كشعاع منير أو قصّة سعيدة، بل كما يعبّر عنها نفسه “باستغلال” كي يصل لأهدافه في محاولة تحقيق ذاته من خلال حمل مسؤولية إصلاح العالم على عاتقه. شيروي لا يحتاج قوّة أصدقائه بالمعنى المعنوي أو المجازي ليكون قادراً على تخطّي الصعاب، فهو قادر على العيش وخوض المغامرات وحيداً، ولكنّه بحاجتها حرفياً كي يستخرج قوّته الكامنة في التخطيط والإدارة، فهو لا يستطيع تنفيذ خططه دون وجود من ينفّذها.
بالطبع، هدف شيروي نفسه سامٍ، ولكنّه في النهاية لا ينبع من “طيبة قلبه” أو “رغبته في مساعدة الآخرين” بل بشكل رئيسي من رغبته في الحصول على المعنى لحياته، وتصالحه مع هذا الهدف هو ما يجعله فعلاً “الشخص الأقوى” هنا.
وعلى الرغم من قوّته تلك، وتصالحه مع ذاته ذاك، تبقى القصة مثيرة للاهتمام لأنّها تلعب على وتر القائد المثاليّ بتقديم ظروف غير مثاليّة؛ لتكون الحياة نفسها نقطة ضعف لعدم قدرته على حساب كلّ احتمال ممكن فيها، ولتكون كلّ نقطة ضعف لأصدقائه -مصدر قوّته- نقطة ضعف له أيضاً.
المقياس
على عكس أغلب القصص التي تعتمد على اختلافات القوى والقدرات بين شخصياتها، كاتب لوغ هورايزون لا يحاول تصعيد الأحداث بشكل خطّي ومتزايد، بل يفضّل التوسّع الأفقي بدلاً من العمودي؛ أي يفضّل تقديم تحدّيات مختلفة، لا يمكن وضعها على مقياس واحد للقوة، بدلاً من تحدّيات متشابهة متفاوتة في القوّة.
لا أسلوب صحيح بالمطلق في عرض القوى، ولكن عندما تبدأ الشخصية في رأس الهرم أصلاً، من الصعب تقديم تصاعد عموديّ دون أن يتحوّل الموضوع لكوميديا هزليّة أو يخرج من إطار القصّة الرئيسية بوقت قصير، وفي لوغ هورايزون كان خيار التوسّع الأفقيّ موفّقاً تماماً ومتوافقاً مع طابع القصّة الاستكشافيّ والمعتمد على المغامرة.
وبينما ينتقل شيروي من بناء أول مطعم برغر، إلى فتح أول سفارة، إلى محاولة الإغارة على زنزانة، إلى البحث عن “سيرفرات” أخرى، يتّسع المنظور ولكن تبقى مقاييس القوى ذاتها تقريباً. شيروي لا يكتسب “قوّة خارقة جديدة” بل يستكشف نفسه ليدرك حلولاً جديدة للمشاكل التي تواجهه؛ لينتقل من ذاك الشخص الساخر الذي يرفض لفظ اسم أحد خصومه بشكل صحيح كإهانة له، إلى شخص يحترم الآخرين حتّى من يختلف معه لإدراكه أن حياتهم لا تقتصر على الزاوية التي يراها منها.
شيروي يستكشف شخصيّته مع استكشاف العالم، ويصبح أكثر قوّة كلّما استطاع أن يصادق أشخاصاً أكثر، وهو ما تستند عليه القصّة في الأصل.
ما ذكرته قبل قليل عن شخصيّة سايتاما وشيروي ينطبق على تاكومي، وزيادة.
تاكومي: الشخصيّة المثاليّة
نقاط الضعف
من بداية القصة، نرى تاكومي كما سايتاما، غارقاً في ملل وشرود مستمر، متخيّلاً نفسه مع موغي “الفتاة التي يحبّها” دون أن يخطو خطوة واحدة بأيّ اتجاه. تاكومي يعمل في مغسل سيّارات ولا يمتلك أدنى اهتمام بها، يحبّ موغي ولا يحاول مصارحتها رغم علاقته الجيّدة معها، هو الأفضل في قيادة السيارات على الممر الجبليّ ولكنّه لا يرى في القيادة سوى وظيفة مملة أخرى عليه تنفيذها ليصل إلى المنزل أسرع ما يمكن ليتابع حياته المملة.
في مرحلة لاحقة، يزجّ به في سباق لا دخل له فيه بعد أن هزم أحدهم دون قصد على الممر الجبليّ، ليدرك “قوّته الحقيقيّة” إن صح التعبير، ولتبدأ رحلته في اكتشاف ذاته، وليعيش في داخله حبّ السيارات والسباقات بدلاً من الملل والنفور من القيادة واعتبارها حملاً عليه. يتخطى هذا العائق النفسي في النهاية ليضع لنفسه هدفاً حقيقياً قابلاً للتحقيق، ولينضم لمشروع الأخوة تاكاهاشي.
تاكومي في هذه المرحلة أفضل سائق لسيارته ولا منافس له على الجبل القريب من منزله، ولكنّه يرغب بأن يصبح “السائق الأفضل” – ليس فقط على هذا المسار، بل على كلّ المسارات.
العقبة الحقيقية أمام تاكومي ليست قدراته أو سيارته، بل جهله – وهذا بسبب إهماله منذ البداية للموهبة الفطرية التي امتلكها؛ تاكومي هنا مرآة للمشاهد الذي يعاني من إتقان ما يحاول القيام به على الرغم من امتلاكه موهبة فيه، ولو أنّ هذه العقبة بسيطة في مفهومها إلّا أنّها أساس مهمّ في الشخصيّة، وبسبب الكتابة المتوازنة للسلسلة تمكّن الكاتب من استغلالها لأقصى حدّ.
عندما يدرك تاكومي أن ردود فعله السريعة وخدعه الصغيرة التي تختصر الوقت على المنحدر الجبلي لا تكفي، وأن جهله بأجزاء سيارته التي يقودها قد تؤدّي لخسارتها في النهاية، يبدأ بالعمل على تخطّي تلك العقبات شيئاً فشيئاً؛ ولأنّه شخصّية عصاميّة يبقى بإمكان القصّة عرض شخصيّة والده “التي هي بدورها فائقة القوّة” دون حدوث تضارب في الأحداث.
هذا ما يجعل أحداثاً مثل تعلّم تاكومي عن أهمّية “التاكوميتر” في السيارة شيئاً يعلق في الذهن حتى بعد إنهاء الأنمي بسنوات، على الرغم من كونه تفصيلاً تقنيّاً لا أهمّية له تقريباً في النطاق الأوسع، إلا أن الطريقة التي وضعت فيها تلك العقبة وطريقة تخطّيها كانت جيّدة ومؤثّرة ومستغلّة لأقصى حدودها.
في كلّ سباق لتاكومي هناك خدعة صغيرة، أمر صغير يغير مجرى أحداث القصة بطريقة مثالية، إضافة صغيرة لتاكومي تلعب بشكل مثاليّ على نقاط ضعفه وقوّته؛ هذا يجعل أحداثاً مثل سباق الشريط اللاصق على المقود وتعلّمه التحكم بالدوران بشكل مثاليّ، وسباق الفتاتين في السيارة الزرقاء واستغلاله لقدرته على التعلم بسرعة، وسباقه مع “يد الرب” الذي يتعلّم فيه المراوغة، واستخدام المجرى المائيّ لتخطّي منافسيه، وغيرها من التفاصيل الصغيرة، هذا يجعل هذه الأحداث أكثر تأثيراً على المشاهد والأحداث في نفس الوقت؛ لأنّها تظهر قوّته وتبني على ضعفه بنفس الوقت.
التناظر
لكل شخصيّة من إينيشال-دي جزء متناظر مع شخصيّة تاكومي في مرحلة ما، جزء كبير من بناء شخصية تاكومي قادم من اتفاقه أو تناقضه مع هذه الشخصيات، وما يكسبه ويتعلمه ويتجنّبه بناء على تفاعله معها.
صديقه تاكيشي الذي يعشق السيارات ويحاول أن يتعلّم كلّ شيء عنها يقابل في مرحلة ما تاكومي الذي لا يهتم بالسيارات ولا يرغب بالدخول في عالمها. في مرحلة لاحقة أيضاً يصبح تاكيشي الذي يحاول بكلّ طاقته تعلّم الدريفت “وينجح في هذا لنسبة ما” مقابلاً لتاكومي الموهوب بالفطرة. وهو يقابله أيضاً في علاقاته العاطفيّة، بينما يبحث تاكيشي بشكل مستمر عن علاقة ويفشل، يرفض تاكومي الدخول بعلاقة بكامل إرادته ليطارد حلمه.
غضب كيسكي وحماسه يقابل هدوء تاكومي وبروده، كيسكي وتفضيله لسباقات الصعود وتاكومي وسباقات الانحدار، كيسكي ووضوح رؤيته وتاكومي ومحاولته للعثور على المعنى.
كذلك الأمر مع كلّ شخص ينافسه في سباق، قد يكون الأمر مقتصراً على بضعة صفات أو قد يصل أحياناً إلى تقابلات هائلة في الشخصية، اعتماد الأنمي على هذه التناظرات في سباقات تتميز بشكل رئيسيّ على أنّها “مبارزة” بين سائقين يستغلّ هذا التفصيل بشكل مثاليّ، ويضع الشخصية الرئيسية في موقف يمكنه من خلاله إمّا أن يصحّح في نفسه خطأً رآه في من ينافسه، أو يكتسب صفة إيجابيّة منه، بطريقة طبيعيّة تماماً ودون فرض لهذا التغيير من طرف الكاتب.
كيف تصنع شخصيّة خارقة مثاليّة إذاً؟
حاولت في هذا المقال استعراض ثلاث أمثلة مختلفة اتّبعت سبلاً مختلفة في التعامل مع بناء شخصية خارقة جيدة:
- الأولى شخصية سايتاما وتحميلها الهموم اليومية لأي شخص طبيعي، واستغلال الشخصيات الأخرى في حمل أجزاء القصة المهمّة.
- الثانية شخصية شيروي والخوض في مغامرات مختلفة تختبر أجزاء مختلفة من قدراتها دون الحاجة للتصعيد المستمر باستغلال العالم وحاجة الشخصية لمن يحيط بها لاستخدام قدراتها، والبناء أيضاً على رحلة الشخصية الخاصة في اكتشاف الذات بدلاً من اكتشاف القوّة.
- والثالثة شخصية تاكومي، التي تنتقل من كونها تبحث عن ذاتها، إلى بحثها عن إتقان القوة، ولتستغل كادر الشخصيات المساعد في إظهار نقاط الضعف والقوة وبناء الشخصية بشكل متوازن عبر الأحداث.
في النهاية، يعتمد الأمر على الكاتب وهدفه من القصة وطريقة استغلاله لعالمها، ولا طريقة صحيحة بالمطلق لفعل هذا.
مشكلتي الوحيدة مع المقال هي أنني لم أشاهد log horizeon و initial d, بمناسبة initial من الأفضل المانغا أم الأنمي
لم اقرأ المانغا، الانمي فكرة افضل على ما يبدو
مقال ممتاز و النقاط الي طرحتها واضحه و مثير اكثر اختيارك لهذي النقاط وكيف كل وحده تعبىء الاخرى كأنها حلقة متتالية ، شكراً لمجهودك ?