“archivisth ” يسأل:
لماذا لا يُعاد إصدار بعض الأعمال، والتي تكون أحيانًا بمستوى جيد، على الوسائط الرقمية الحديثة كالـ DVD بينما يحدث ذلك مع أعمال أخرى؟ على سبيل المثال أوفات مثل Oz، Sanctuary، Hi-speed Jecy، وTomoe ga Yuku!. وأفلام مثل Hashire Melos! الذي صدر في عام 1992 و Maze. كل هذه الأعمال لم تُصدر على الـ DVD، بل أن Maze لم يصدر على أيٍّ من وسائط الفيديو المنزليّة! أستطيع أن أتفهم إهمال الأعمال السيئة، ولكنّ الأعمال المذكورة أعلاه جميعها ذات جودة رائعة، هل لكلٍّ منها حالة خاصة؟ أم أن هناك نمطًا معينًا يحكم اتخاذ القرارات في عالم الصناعة بما يخص إعادة إصدار الـ DVD؟
هناك الكثير من الأسباب، أهمها أن حقوق الملكية الفكرية للعمل تجعل إعادة إصداره مستحيلة. في الثمانينات والتسعينات، كانت حقوق تحويل مانغا أو رواية إلى أنمي واستغلاله محدودة بزمنٍ معين، وهذه الحقوق تنتهي بنهاية هذه المدة. كنتيجة لذلك، العديد من أنميات الثمانينات لا يمكن إصدارها بدون الرجوع للمؤلف الأصلي (gensakusha) والتفاوض معه من جديد.
وفي بعض الأحيان، تكون حقوق الموسيقى هي السبب، حيث أنه يلزمهم إعادة التفاوض بشأنها لأنها تكون غير محددة بزمنٍ معين. وسيكلفهم ذلك كثيرًا إن كانت الموسيقى من فنان معروف أو مشهور.
فترة الثمانينات والتسعينات مضت منذ زمن طويل. شركات إنتاج أُغلقت، أناس ماتوا، والحقوق أصبحت في أيادٍ أخرى. ربما يكون الرجوع إلى جميع المستندات للتأكد من أن المؤلف الأصلي، المخرج، الكاتب الرئيسي، الممثلين، الموسيقيين، وجميع من في لجنة الإنتاج لا يملكون الحقوق في الوقت الحاضر أمرًا عسيرًا، لأن المالك الحالي للعمل قد لا يستطيع الوصول إلى هذه المستندات. وحتى لو استطاع فسيجد على الأرجح أمورًا تحتاج إلى توضيح – حقوق البث على الإنترنت على سبيل المثال – مما يجعله بحاجة إلى تعقب مالك الحقوق وجعله يتخلى عنها بغض النظر عن كبر سنه أو غضبه أو عجزه أو بخله أو غروره الذي أصبح عليه.
هذه عقبات كثيرة يجب المرور عبرها. عقود الترفيه الأمريكية للمواهب والموسيقى اشتملت غالبًا على جميع وسائل البث والنقل والإنتاج، سواء الحالية أو المستقبلية، وهي غير محدودة بزمان أو مكان معينين، لكن العديد من منتجي الأنميات اليابانية في الماضي لم يكونوا ببساطة ذوي دهاء تجاري. بالإضافة إلى أن الشركات الأمريكية ترى أحيانًا أن التوسل من أجل المغفرة أسهل من طلب الإذن، ويلجأون إلى أمور يعتبرونها أقل خطورة (مثل إعادة استخدام دبلجة أنتجت بواسطة شركة أُغلقت حديثًا). بينما الشركات اليابانية عمومًا لا تعمل بهذا الشكل.
ولهذا لا يتم الخوض في هذه العقود بالنسبة للأعمال القديمة إلا إن كان العمل له قيمة كبيرة، أو إن كان مهمًا للشركة بطريقة ما. العديد من الأوفات أنتجت كمنتجات عابرة وزائلة بلا قيمة تستخدم مرة واحدة لأغراض كالتسويق لمانجا مستمرة، أو كدعاية لبيع لعبة. بناءً على ذلك، مبيعات هذه الأعمال لا تعتبر ضخمة ولا تعتبر بتلك الأهمية لمن صنعوها، وأيًا كانت الشركة التي تمتلك الحقوق لن تتذكر حتى أنها تمتلكها. معظم الأعمال التي ذكرتها لم تكن تمتلك أرقامًا قياسيّة. Maze تحديدًا كان جيّدًا كمسلسل تلفزيوني، لكن الفلم كان سيئًا لدرجة جعلت المنتجين يتخلون كليًا عن الحقوق.
الاستثناء الملاحظ الوحيد الذي ذُكر في سؤالك وامتلك مبيعات جيدة هو أوفا Hi-Speed Jecy. الأوفا التي صمم شخصياتها هاروهيكو ميكيموتو، وخطّط فريد باتين مؤخرًا أن يصدرها بدبلجة إنغليزية تمتلكها شركة Streamline Pictures، ولم يحدث ذلك لأن الشركة الأم Orion Pictures توقّفت عن تمويل ما يخص الحصول على أعمال جديدة. العمل كان مملوكًا جزئيًا لشركة Pierrot المسؤولة عن الأنميشين، لكنه اختفى تمامًا من موقعها الإلكتروني، هذا جعلني أعتقد أنه أحد الأعمال التي انتهت حقوقها. تسجيل الفيديو خاصته كان سيئًا حتى لمعايير 1989، لذا من الممكن أن تتم إعادة تسجيله.
وتحدث أحيانًا أشياء تافهة، كأن يقع المنتجون في خلافٍ يجعلهم يرفضون فعل أي شيءٍ يخص العمل حتى لا يكسب الآخر مالاً، وقد حدث هذا مع أوفا The Sensualist.