لربما مر عليكم اسم توهو في يوم ما أو رأيتم صورًا لشخصياتها في مكان ما (و ربما لم تعلموا أنهم من سلسلة واحدة)، وبالبطع المقصد ليس الناشر الياباني Toho، لكن المقصود هو Touhou Project المشروع الذي بدأه فريق مكون من شخص واحد كلعبة بسيطة في نوفمبر 1996 لتتفرع منها ألعاب وأنميات ومانجات وروايات ومجسمات وحتى موسيقى لتصبح في النهاية من أكثر السلاسل شعبية.
نبدأ بالتعريف بالسلسلة والتي تسمى Touhou والمعروفة بـ “Touhou Project”، هي لعبة تم إطلاقها في نوفمبر 1996 على الـ PC-98 من فريق شانغهاي أليس والذي يتكون من عضو واحد فقط يدعى ZUN حيث ينتج اللعبة بشكل مستقل، من التلحين و حتى برمجة.
وبعد أول جزء صدرت 5 أجزء للعبة كان آخرها في ديسمبر 1998، لتتوقف لمدة أربع سنوات ثم تعود في أغسطس 2002 بنظام لعب جديد مع الجزء السادس للسلسلة والذي يعد أكثرها شهرة والمعروف باسم EoSD أو The Embodiment of Scarlet Devil وهو الجزء الأول للسلسلة الذي يصدر على نظام الويندوز.
لتستمر اللعبة بالصدور بين الأجزاء الرئيسية والفرعة لتصل إلى الجزء 16.5 والذي صدر في في أغسطس 2018، وتم الإعلان عن الجزء 17 ومن المقرر صدوره في 5 مايو القادم.
ما حال الفريق الآن؟ ما زال على حاله قبل 23 سنة، نفس العضو يقوم بكل شيء بمفرده.
قصة السلسة تدور حول الظواهر الغامضة التي تحدث في عالم الغينسو كيو المختوم عن العالم الخارجي حيث يعيش فيه البشر واليوكاي معًا، بطلة القصة هاكوري ريمو هي عذراء ضريح هاكوري المسؤولة عن الحفاظ على توازن الغينسو كيو ومحاربة اليوكاي الذين يبتغون السيطرة عليه.
من الممكن أن تتساءلوا ما هو الشيء الذي جعلها شعبية مع هذا فقط؟ أحد أهم أسباب شهرة اللعبة هو ألحانها، وبالطبع لن تشتهر بسببها فقط، فمع زيادة شعبية اللعبة بشكل كبير بعد جزء EoSD ظهرت أعداد كبيرة جدًا من الأعمال المقتبسة من قبل المعحبين، فان آرت دوجين موسيقية مانجات أنميات روايات حتى دوجين ألعاب على الرغم من أن أصل سلسلة توهو هي لعبة دوجين.
إذًا ماذا فعل ZUN بخصوص هذه الأعمال؟ هل طلب منهم التوقف عن اقتباس شخصياته لأعمالهم؟ أم اتجه إلى القانون ليطالب بحقوقه؟ ربما يكون ما فعله هو فعلًا السبب الأكبر لشعبية السلسلة حيث أقر ZUN بهذه الأعمال وشكرهم عليها كما قام بتشجيع الأعمال المقتبسة من قصته ولم يفرض قيود صارمة على من أراد الاقتباس من السلسة، القيود الوحيدة هي على التوزيع التجاري الغير مصرح به (لأنه يريد أن يكون العمل دوجينشي فقط) والقيد الثاني عدم حرق أحداث قصته الأصلية، وذكر إسناد لائق لفريق شانغهاي أليس. وصرح ZUN بأنه لا يريد تسويق سلسلة Touhou بشكل رسمي.
والآن نأتي إلى الدوجين المقتبسة من السلسلة، أي من الدوجين علينا البدأ بالحديث عنها؟ لنبدأ بالموسيقى لأنها كانت بدايتي بالتعرف على السلسلة.
الموسيقى
ربما تعتقدون أن الدوجين الموسيقية ستكون عبارة عن أخذ ألحان اللعبة الأصلية ومن ثم تعديل اللحن كأغلب الأعمال، لكن هذا ليس صحيحًا، ربما جزء أخذهم لألحان اللعبة صحيح، لكن ما يقومون به فعلًا هو أخذ ألحان اللعبة ومن ثم يصنعون أغاني مبنية على تلك الألحان.
نأخذ مثال عليها، لحن اللعبة الأصلي:
الأغنية المقتبسة من اللحن:
هناك الكثير والكثير والكثير من الأغاني المقتبسة من اللعبة لدرجة أنها ما زالت مستمرة بالصدور إلى الآن ولا يوجد أي أثر على توقفها خلال الفترة القادمة.
الفان آرت
نأتي إلى الفان آرت، ربما ترون أن الفان آرت موجود في أغلب الأعمال إن لم يكن جميعها، لكن الفان آرت هنا مختلف عن الأعمال الأخرى، وأعتقد أن الصورتين لمقطعي اللحن والأغنية المقتبسة منها خير مثال حيث أن الصورتين لشخصية روميا ولكن كلاهما بعيدان بشكل كبير جدًا عن تصميم الشخصية في اللعبة، وبكل صراحة تصميمها في اللعبة الأصلية يشكل نوعًا من الصدمة كباقي التصاميم الأصلية لشخصيات السلسلة، ونصيحة لا تبحثوا عن التصاميم الأصلية لشخصيات السلسلة، ومن كان مصرًا فهذه صورة شخصية روميا في اللعبة هنا لعلها تعدلكم عن قرار البحث عن باقي الشخصيات.
المانجا
بالنسبة لدوجين المانجا ربما تتصورون أن وضعهم صعب لأن ZUN قد منع من حرق أحداث قصته الأصلية فبهذا تكون أعمالهم محدوده ولا توجد لهم حرية كاملة مثل الآخرين، لكن هل تعلمون عدد شخصيات سلسلة توهو؟ ربما لو كنتم تعلمون لما كنتم فكرتم بهذا حيث أن عددهم يتخطى 100 شخصية، والصورة في أول المقال تجمع أغلب شخصيات السلسة، وفوق هذا هناك من يصنعون شخصيات جديدة ويضيفونها إلى السلسة ويأتي أشخاص يقتبسون تلك الشخصيات في أعمال أخرى وهناك الشخصيات الجديدة التي تأتي مع كل جزء من اللعبة الأصلية التي يعمل عليها ZUN، هل ما زلتم تعتقدون أنهم ليس لديهم حرية كاملة كغيرهم؟
الأنمي
بما أن ZUN صرح بأنه لا يرغب في تسويق السلسلة بشكل رسمي فهذا جعل السلسلة لا تحصل على أنمي بالرغم من شعبيتها الكبيرة، لكن في عام 2010 حصلت السلسلة على حلقة خاصة من استديو Ufotable بعنوان: Anime Tenchou x Touhou Project
ربما قد تبحثون عنها ولكن أنصحكم بتوفير جهودكم فلا يوجد أي أثر لها في أي مكان، فعليًا ليس لها أثر بحثت عنها في كل مكان لا في مواقع التحميل ولا في مواقع المشاهدة المباشرة وحتى في المتاجر الإلكترونية، ليست موجودة في أي مكان! الذي فهمته بخصوصها أنه تم عرضها في حدث وكانت الأقراص الخاصة بها محدودة جدًا لأن ZUN لا يرغب بتسويق السلسلة بشكل رسمي وبالطبع لن يسمح Ufotable بشيء كتصويرها في الحدث. آخر المعلومات بخصوصها هي هذه الصورة هنا والتي تم نشرها على ريدت قبل 9 أشهر.
إذًا ألا يوجد لها أنمي؟ يوجد لها أوفتان من استديو Maikaze ولكن ليس لها أي فائدة لا من قصة ولا من جودة إنتاج، ولكن يوجد أنمي باسم Gensou Mangekyou The Memories of Phantasm من إنتاج Manpukujinja وهم من المعجبين، في الغالب أنكم حكمتم من جملة “من المعجبين” بأنه لن يكون عمل ذا جودة محترمة ولا يستحق المتابعة أليس كذلك؟ لكن على عكس حكمكم فالأنمي يقتبس قصص أجزاء اللسلسلة وبإنتاج أقل ما يقال عنه ممتاز.
وهذا عرض ترويجي للحلقات من 2 ~ 4 والتي تقتبس جزء
بدأ Manpukujinja بنشر أول حلقاته في 2014 وعدد الحلقات التي أصدرها خلال هذه الخمس سنوات هو 12 حلقة، حيث صدرت الحلقة 12 في 30 ديسمبر 2018 ومن المقرر صدور الحلقة 13 في 5 مايو القادم.
الغريب أن الحلقات بلا أصوات، حيث أنها كأي حلقة من أي أنمي أخر لكن بلا أصوات للشخصيات.
هل يعني أنه لا وجود لأصوات الشخصيات؟ في إصدارات Manpukujinja نعم، ولكن هناك معجبون يقومون بتأدية الأصوات وبشكل جيد جدًا.
أسعار الحلقات ليست بتلك المرتفعة ولا الرخيصة، حيث أن سعر الحلقة 13 والمقرر صدورها في 5 مايو هو 27 دولار (ما يقارب 100 ريال سعودي)، أما الحلقات السابقة فسعرها 9 دولار (34 ريال سعودي) للحلقة الواحدة.
وتوضيح بسيط، يقوم Manpukujinja برفع الحلقات على اليوتيوب ولكن لا يرفع آخر حلقة عمل عليها إلا إذا حدد موعد صدور الحلقة التي تليها، فمثلًا الحلقة 12 أصدرها في 30 ديسمبر 2018 أي قبل أكثر من 4 أشهر ولم يقم بتنزيلها على اليوتيوب إلا قبل أسبوع عندما قام بنشر العرض الترويجي للحلقة 13.
ربما يقول البعض أليس هذا نشاط تجاري؟ حيث أنهم يقومون ببيع الحلقات وهذا مخالف لما يريده ZUN، نستطيع القول أنها مثل الفان آرت لكنها على مستوى أعلى.
وهكذا نصل لختام موضوعنا عن سلسلة Touhou ونقول إن شاء الله أننا أفدناكم ولو بشيء بسيط عن السلسلة.
في النهاية هذا هو ما لدينا اليوم نراكم على خير إن شاء الله، سلام.
