أهلًا بالجميع مجددًا في المقالة السنوية التي نستعرض فيها توقعاتنا في خدمات المشاهدة المباشرة المحلية والعالمية، لكن قبل أن نبدأ هذه المرة أود التحدث في البداية عن نقطة مختلفة ألا وهي السينما.
السينما المحلية
منذ السماح للسينما في المملكة شاهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد أعمال الأنمي التي يتم عرضها في المنطقة العربية إجمالًا نظرًا لقوة السوق السعودي، وأيضًا لدخول شركات جديدة في هذا المجال مثل سبيستون بيكشرز و فونيك، أيضًا هنالك فرونت رو التي أصبحت تركز بشكل كبير على أعمال الأنمي وكان لها نصيب الأسد من التراخيص في الفترة الماضية. إنه لأمر رائع في الحقيقة أن نرى أفلام الأنمي في السينما المحلية، لكن الاشكالية الكبرى هي أن جمهور الأنمي ضعيف جدًا.
جمهور الأنمي في الشرق الأوسط كبير ولا يستهان به إطلاقًا، لكنه في المقابل ليس مقتعنًا أبدًا بالدفع مقابل المشاهدة. أعرف تمامًا اشكالية الحقوق وعدم توفر الأنميات التلفزيونية في خدمات المشاهدة المباشرة والتي تجعل المشاهد لا يقتنع بفكرة الاشتراك في تلك الخدمات، لكن من المؤسف أن تجد الفلم يعرض في السينما المحلية ثم يأتيك أحدهم ليسأل عن وقت توفر الفلم في تطبيق أنمي أو غيره.
من المؤسف بل من المخجل أن تقوم شركة محلية بشراء حقوق فلم فيوليت إيفارغارديان لعرضه في السينما، ثم تكون النتيجة إيرادات ضعيفة جدًا إلى درجة عرض الفلم لمدة اسبوعين فقط ثم تم حذفه لعدم وجود إقبال عليه. على الرغم من الشعبية الكبيرة لأنمي فيوليت إلا أن الأرقام كانت في منتهى الخجل.
في الفترة القادمة هنالك عدة أفلام ستعرض في السينما من ضمنها فلم قاتل الشياطين وجينتاما (ايفانجيليون كذلك). قاتل الشياطين هو الوحيد الذي يعول عليه حقًا أن يكون عليه إقبال يستحق الإشادة والذي أتمنى حقًا أن لا تكون أرقامه ضعيفة مثل من سبقوه.
شاهد وستارز بلاي
في السنتين الماضييتين شاهدنا ولأول مرة دخولًا من شركات محلية غير مختصة بالأنمي والتي كان أولها ستارز بلاي والتي كانت بالفعل تعرف ما تفعل. ستارز قامت بجلب الموسم الثالث من هجوم العمالقة بالتزامن مع اليابان، كما قامت بعرض BNHA وهايكيو وأيضًا كينقدوم عبر خدمتها. الفريق الذي يقف مع ستارز في أعمال الأنمي متفوقٌ جدًا ويعرف تمامًا ماهي الأعمال التي تعجب متابعي الأنمي في المنطقة ويقوم باقتناصها لديه. أيضًا لكونها خدمة محلية لا تتبع لخدمة عالمية فهذا يجعل فرصها أفضل في جلب أعمال متميزة وليست متوفرة إلى المنطقة.
بالنسبة لشاهد، فعلى الرغم من أنهم دخلوا المجال بقوة من خلال التعاون مع فرونت رو في نيفرلاند وأكوداما درايف (مع الدبلجة) كذلك قاموا بعرض جزء من ون بيس (لا أحد يهتم له)، إلا أنني متخوف ولست واثقًا من هذا الدخول. منصة شاهد تعتمد بشكل كلي على الموزعين الآخرين وتقوم بعرض ما يقدمونه إليها من أعمال، وعلى الرغم من أن تلك الأعمال جيدة جدًا إلا أنهم على عكس ستارز لا يبادرون بالبحث عن الأعمال الجيدة وأخذ تراخيصها، فقط يعتمدون على ماهو موجود سواء كان ذلك العمل جيدًا أم سيئًا.
شاهد يحتاجون إلى فريق متخصص بإحضار الأعمال الجيدة إليهم سواء كان فريقًا داخليًا أو خارجيًا، وعندما يتم هذا الأمر حينها سنشاهد خطًا جديد من المنافسة بين الشركات المحلية على الأنمي.
كرانشي رول وفونيميشن
صفقة استحواذ سوني على كرانشي رول كانت هي أبرز حدث في عام 2020، من خلالها أصحبت سوني الآن تملك أكبر وأضخم شبكتين في العالم لعرض الأنمي خارج اليابان. سوني قامت بوضع الأنمي وتراخيصه تحت قيادة مجموعة فونيميشن العالمية والتي تجمع عدة شركات تحتها، وعلى ما يبدو فإن كرانشي رول ستندرج أيضًا تحت تلك المجموعة.
قد يكون من المفيد حقًا أن تكون تراخيص الأنمي تحت منصة واحدة عالمية، هذا الأمر هو الشيء الوحيد الجيد الذي قد ينتج من هذه الصفقة بدلًا من التخبط الذي يحدث الآن في تشتت التراخيص و وجود تراخيص في منطقة دون أخرى أو في منصة دون غيرها. إلا أن الأمور للأسف لن تكون كذلك في الوقت الحالي. فإلى أن تكتمل الصفقة و تبدأ الشركتان بالعمل جنبًا إلى جنب في مسألة التراخيص، فسنحتاج أن ننتظر وقتًا طويلًا حتى يحدث هذا الأمر، وربما لن تكون الأمور مثلما نريدها.
هنالك أيضًا احتمال لدمج جميع الشركات التابعة لمجموعة فونيميشن تحت خدمة واحدة تنطلق عالميًا. هذه الخطوة مهمة جدًا للمنافسة في هذا المجال أمام نتفليكس وديزني بلس، إلا أنه من المبكر جدًا التطرق لهذا الأمر. لكن ربما نشاهده مستقبلًا.
ديزني بلس
يبدو أن 2020 كانت في صالح ديزني بلس، هذه الخدمة التي أُطلقت في أواخر عام 2019 أثبتت أهميتها مع إقفال السينما عالميًا وانهيار إيرادات الأفلام. كانت خطط الشركة حول خدمة مشاهدة مباشرة صائبة حقًا واستطاعت من خلال الجائحة أن تخفف على الأقل من آثارها على الشركة، كما أثرت الجائحة أيضًا من خلال ازدياد أعداد المشتركين بها إلى أكثر من 86 مليون مشترك خلال سنة واحدة فقط وهذا رقم مبهر جدًا لكنه لا يزال بعيدًا عن عدد مشتركي نتفليكس الذي بلغ 200 مليون مشترك حتى الآن.
من الأمور الجيدة والتي ستكون في صالحنا بالتأكيد هو قيام ديزني بإنتاج مسلسلات أنميشن عالية الجودة من خلال استديوهات ديزني للأنميشن. هذه الاستديوهات التي لا تعمل إلا على المشاريع العملاقة سنويًا، ستقوم الآن بعمل مسلسلات مأخوذة من أفلامها مثل زوتوبيا و غيرها. هذا الأمر لم يكن ليحصل يومًا من دون أن تكون هنالك خدمة تجعل ديزني تصب كامل تركيزها عليها من أجل دعمها، وستكون بلا شك خطوة جديدة لمسلسلات أكثر من ديزني ذات جودة عالية في المستقبل.
صحيح أن الخدمة لم تصدر في المنطقة العربية إلا أنني أظن بأنها ستصدر في النصف الثاني من هذا العام كأبعد تقدير. وعلى الرغم من أنني متحمس بلا شك لهذه الخدمة إلى أنني و في الوقت ذاته متخوف منها، فديزني حالها حال أي منتج من مستنقع هوليود مليء بأشياء لا تتناسب مع ثقافتنا المحلية، وهذه الأمور تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. بعض الخدمات المحلية وبتحديد شاهد كانت تقوم بحذف المشاهد في أفلام ديزني والتي تتناسب مع الثقافة المحلية خصوصًا في أعمال الأطفال، لكن مع قدوم الشركة الأم بنفسها إلى المنطقة فلن يكون هنالك رقابة على المحتوى سوى من مؤسسات الدولة والتي أتمنى أن لا تكون أحلامها سعيدة.
الختام
جمهور الأنمي في المنطقة كبير جدًا، وهنالك توجه من العديد من الشركات لاستقطاب هذا الجمهور الكبير بشتى الوسائل ما يعني بأننا سنرى الكثير والكثير من الفعاليات والأعمال المرخصة في المنطقة. تراخيص الأنمي في المستقبل القريب ستكون تحت مظلة واحدة عالمية. ديزني ستقوم بدعم خدمتها الجديدة بكل ما أوتيت من قوة، وسنشاهد مسلسلات أنميشن من ديزني ذات جودة عالية.