في ميديا تستهدف عادةً جمهوراً محبّاً لنظرة الهروب من الواقع والانخراط في عالمٍ آخر أكثر سعادة (Escapism). نحصل نادراً على أعمالٍ تتجاهل هذا المنطلق لتبني لنا عالماً آخر أكثر واقعية. تلك الأعمال تحصد في أحيانٍ كثيرة عدم إقبالٍ كبيرٍ من المتابعين أو أنّها قد تكون غير محظوظة بالحصول على فريق انتاج متقن لهذا الفن، لكن ما سأناقشه اليوم هو أحد أكثر أعمال الأنيميشن شهرةً وإتقاناً، الملحمة التراجيدية فيت زيرو Fate/Zero.
فيت زيرو Fate/Zero هي رواية من الكاتب المشهور Gen Urobuchi الذي قدّم لنا أعمالاً نفسيّة أخرى مثل : Psycho pass و Mahou Shoujo Madoka Magica. تمّ اقتباسها في عام 2011 من استوديو Ufotable لسلسلة أنمي مكوّنة من 25 حلقة. تعتبر السلسلة جزءً من عالم الـ Fate الذي بدأ مع الرواية المرئيّة Fate/Stay Night من المؤلّف Kinoko Nasu.
(المقال سيحتوي على الكثير من الحرق وهو موجّه لمتابعي الأنمي. إذا ما كنت تريد معرفة جودة فيت زيرو Fate/Zero فأستطيع القول أنّه أحد أفضل الأعمال التي تقدّمها هذه الصناعة ولستَ بحاجةٍ لمشاهدة أي جزء آخر من الأنمي لقراءة المقال)
ما أناقشه في هذا المقال هو النمط العام والمواضيع التي يطرحها فيت زيرو إضافةً لنظرة الكاتب. لن أناقش الأحداث والتسلسل القصصي نفسه فلا يوجد فائدة من طرح نقاط تم إيصالها لنا سلفاً عن طريق العمل نفسه. سأحاول إعطاء الكثير من وجهات النظر من العديد من المداخل المتعلّقة بالعمل حتّى على صعيد الأفكار المجرّدة.
(لن أتكلّم في أي من المواضيع المتعلّقة بعالم Fate نفسه أو Fate/stay night وفي الواقع أفضّل النظر لفيت زيرو كعمل منفصل تماماً وكـ “قطعة صغيرة من تاريخ طويل”. سيتوضّح هذا في كلامي القادم)
من هو Gen Urobuchi ككاتب؟
لن أفصّل كثيراً في تاريخه ومسيرته في الكتابة. ما يبرع أوروبوتشي به هو كتابة قصص ناضجة تتعامل مع نقاط فلسفية كثيرة كـ المثاليّات والحب والكثير، وهو ما بنى إقبالاً عالمياً على أعماله ليجعله أحد أكثر الكتاب المشهورين في صناعة الأنمي مع ثلاثيّته المذكورة في الأعلى. نادراً ما تظهر أعماله على أنّها مبتذلة (وهي المشكلة الأساسيّة مع هذه النّوعية من القصص عادةً).
أوروبوتشي يمتلك عادةً تجعله مكروهاً ومحبوباً في الوقت ذاته من المتابعين وهي بناء الشّخصيات على معتقدات قبل إضافة الصّفات الأخرى. فتمثّل شخصيّاته النّظرة الفلسفية أو الشّيء المعتقد به من مجموعة من البشر، ثمّ بعد إكمال بناء الشّخصية ينتقل لإضافة ما يلزم لتؤدّي دورها بشكل كامل في عمله. وبينما يملك هذا محاسنه ومساوئه فهذه النقطة تجعل إختبار أعماله تجربة قويّة جداً. خصوصاً عند العثور على شخصيّة تمثّلك اعتقاداتك أو عند الارتباط بها.
يدفع أوروبوتشي شخصيّاته دائماً إلى المحك ويستفسر معتقداتهم ويميل دائماً إلى منطلق عدمي بحت في التعامل معها (العدمية وتعني الإعتقاد أنّ الحياة لا معنى لها ورفض القيم الدينيّة والأخلاقيّة). ولكنّه لا يهمل أي معتقد مغاير ويتعامل معه بشكلٍ عادل تماماً، وهو ما يساهم في بناء التراجيديا والثيمات الدرامية الثقيلة جداً في أعماله. شخصيّاً أؤمن أنّ فيت زيرو هو أكثر عمل يعبّر عنه ككاتب ويتناول أفكاره وبصمته.
المعتقدات المزروعة في شخصيّات فيت زيرو
كما ذكرت سابقاً يعمد أوروبوتشي لبناء شخصيّاته على أسس فلسفية وهذا ما تمثّل في شخصيّات Fate/Zero بشكلٍ واضح تماماً. مثّلت الكثير من الشخصيات معتقداً معيّناً وماتت معه:
كيريتسجو والعواقب
“الغاية تبرر الوسيلة” مقولة شائعة تعبّر عن هذا المعتقد كانت مزروعة في حياة كيريتسجو منذ صغره. شخصيّة كيريتسجو مثّلت هذا المعتقد بشكلٍ حرفي ولكن أيضاً ذكي. لم يدخل فيت زيرو في محاولة استصغار ما يرمز إليه هذا المعتقد كما فعلت الكثير من الأعمال من جعله وسيلة تبرير أفعال شخص شرير.
عند أخذ نظرة عامّة على فيت زيرو ستلاحظ أنّ كيريتسجو لم يظهر أبداً كشخصٍ سيّء وكان يمتلك أكثر الأمنيات نقاوة بين المشاركين، وقد تؤمن حتّى أنّ ما كان يعتقد به في هذا السيناريو صحيح ومنطقي. في الواقع لو تحققّت أمنيته بشكل صحيح لكانت حياته ربّما قرباناً لسلامٍ أبدي للبشر.
ومع نظرة أبعد لتاريخ حياته يمكننا القول أنّ كيريتسجو كان يآئساً تماماً من إيجاد حل للواقع المرير المتمثّل بوجود فائزين وخاسرين وضحايا، فما كان له إلا أن يرمِ بكل ما لديه في سبيل فرصة واحدة، أمنية واحدة قد تغّير البشريّة. تنتهي شخصيّة كيريتسجو بشخصٍ مدمّر نفسياً تحت عنف وقسوة كارثة فويوكي مع إنتهاء الحرب.
كوتوميني كيري والفراغ
كيري يمثّل الضياع في محاولة إكتشاف النّفس. في الواقع كيري هو نتاج عمل أبيه والضغط المحيط في الكنسية. هو ذاك الشخص الذي بدأ الحرب ككاهن لا يهتم لنفسه ويضحّي لغيره ليتحوّل مع نهاية الحرب إلى كائن مجرّد تماماً من الهدف والمعنى مليء بالسّادية والسخرية.
عند النّظر إلى تاريخ حياته ورحلته الشّخصية ليستعد ليصبح المسؤول الأعلى في الكنسية يبرز الإحساس بالفراغ والسّاديّة في التعامل مع النفس في شخصيّته إلى درجة ذهابه إلى تفسير المتعة على أنّها ذنب. عمليّة انقلابه على توساكا توكيومي ما هي إلّا النّتيجة التي خرج بها في رحلته والتي لم تُشبعه.
كيري كان الشرير الرئيسيّ في الأنمي وهذا يرجع إلى كونه انعكاساً قديماً من ماضي كيريتسجو وما كان ليصبح عليه لو أنّه سلك مسار كيري.
سيبر والواجب
سيبر تمثّل الأخلاق النبيلة وأخلاق الفرسان لكن أيضاً الدّرجة الأعلى من التضحية بالذات والتجرّد من كل المنافع الذاتيّة في سبيل الغير، وهي صفة منتشرة جدا في الأعمال الموجّهة للمراهقين حديثاً والتي تدفع بهذا الاعتقاد باعتباره الطريق الأخلاقي الصحيح.
لذلك لقيت سيبر معاملة قاسية جداً من الكاتب كونه يمقت هذه النّظرة ويعتبرها سذاجة تامّة. لكن لم يرمِ أوروبوتشي قضيّة سيبر بسرعة بل وضّحها بالتعاسة التي تنتج عن المبالغة المفرطة جداً في تنفيذ هذه المثاليّات.
في حالة سيبر تمثّل هذا بدمار كامل أصاب مملكتها إضافة إلى إكمال صراعها في الحرب لتغيّر هذه النّتيجة دون إدراكها للسبب المتمثّل بطريقة قيادتها لشعبها إضافةً لتعرّضها للكثير من الانتقاد والتّشكيك وإنتهاء الحرب مع صدمة معرفة أنّ أحد أكثر الأشخاص التي تثق بهم قد خذلته تماماً.
اقرأ أيضاً: المزيد عن الاسطورة الآرثرية في مدونة غارو
لانسر والقدر
لانسر كان في حياته فارساً آثماً بحبّ مخطوبة سيّده مع لعنةٍ تجذب النّساء له. بعد أن قرر الهرب معها لقى حتفه وتم إعتباره خائناً لشرف الفرسان. رغبةً منه في تعويض هذه الإهانة عاد ليقاتل في حرب الكأس المقدّسة محاولاً خدمة سيّده بأفضل شكل.
لكن يتدخّل القدر ليعيد الكرّة فوقعت مخطوبة سيّده بحبّه ويتعرّض في النّهاية لطعنة من الخلف من سيّده بعد التقائه بشخصٍ يفهم ويقّدر أخلاق الفرسان التي يؤمن بها وهي سيبر. في نهايته لعن القدر الذي جلبه كاستهزاء ليكرر العملية نفسها بلا جدوى (من وجهة نظره).
أرتشر واللّذة
أرتشر كان يرى العالم من منظورٍ مرتكز على نفسه. هذا لا يعود لغروره أو قوّته إنما إلى إيمانه التّام أنّ أيّ فعل يمكن اعتباره فعلاً جيداً عندما يخدم لذّته الشخصية ولا يوجد فعل آخر جيد سوى تحت هذا المنطلق. ما ساهم في بناء هذه النّظرة قد يكون قوّته لكن يجب دائما الانتباه إلى الاختلاف هنا وستحصل بالتّأكيد على معلومات أكثر عند قراءة أسطورة جلجامش (والتي قد لا تتوافق مع العمل هنا لكنّها ستعطي خلفية أكبر عنه).
كاريا والانتقام
كاريا ارتبط مع عائلة توساكا ورأى تصرّف توكيومي على أنّه مجحف بحق عائلته. دخل الحرب لأحد أكثر الأهداف نقاوة وهو إنقاذ فتاة صغيرة. لكن مع تقدّم الحرب نلاحظ انحراف هذا الهدف إلى انتقام, ربما يمكنك تسميته حتّى بالجشع لما لدى توكيومي، في محاولة منه لحماية ما يحبّه لينتهي الأمر به كلاعب في مسرحية التّعذيب والجّنون المكتوبة من كيري والكاتب -جين- نفسه. كاريا يعتبر أحد أكثر الشخصيات التراجيدية المشاركة بالحرب.
ريونوسكي والآلهة
بينما لم يتعمّق الكاتب في النّقاش الديني في شخصية كيري وعلاقته بالكنيسة كثيراً لقيت هذه النّقطة تفصيلاً أكثر في شخصية ريونوسكي وتساؤله عن الآلهة وماهيتها. علاقته الغريبة مع كاستر في رحلة الإجرام والانحراف التّام عن الهدف الأساسي للحرب إضافةً إلى خلفيّته المختلّة عقلياً أدّت إلى تفسيرٍ مختلّ تماماً للآلهة ووصولهم إلى النّتيجة أنّ الموت هو الحل الأبدي.
النّهاية العدمية للحرب المقدّسة
مع إنتهاء الحرب رُفع السّتار عن حقيقة الكأس المقدّسة والـ “أمنية” المبتغاة من الجّميع. يتوضّح لنا أن الكأس كانت ملعونة وستحاول دائماً لوي أمنية الفائز إلى دمارٍ للبشريّة. ما سبب رفض كيريتسجو لها وتدميرها بعد كل التضحيات والدم المراق منذ بداية الحرب.
لكنّه لم يتوقّع الآثار الجانبيّة التي أدّت إلى كارثة فويوكي وموت الآلاف بسبب انسكاب محتوى الكأس وانتهاء الحرب بشكل مشابه للسّابقات مع خسارة الجميع. يستفيق كيري لرؤية الدمار في المدينة ويفسّره على أنّه الأمنية المنتظرة منه والمعنى الذي قاتل لأجله.
هذا المشهد والنهاية الجنونيّة كانت النّقطة والهدف وجاءت فعلاً لترمي بكل شيء سعت له الشّخصيات إلى القمامة. فلم يبقَ لكلّ شخصية سوى ما آمنت به، أغلبهم قد ذُبح في سعيه المستميت للأمنية ومنهم من تغّير بشكلٍ إيجابي وتعلّم درسه (وايفر ورايدر) ومنهم من لم يبق له سوى النّدم (سيبر ولانسر).
نهاية الحرب المقدّسة الرابعة والمعنى في الّلا معنى
إذاً ما هو الهدف ولماذا عليّ الاهتمام لقصّة لا تقدّم لي شيئاً في النّهاية؟
قد تتساءل الآن، في الواقع يمكنك تفسير نهاية فيت زيرو على أنّها إقرار بالعدميّة وهي فعلاً كذلك عند النّظر لها كقطعة منفصلة، لكنّي لا أرى أنّ رسالة هذه الملحمة تتوقّف عند هذه النّقطة. للغوص في العمل أكثر يجب علينا أخذ نظرة عامّة أكثر على القالب القصصي (الستايل) الخاص بالعمل.
نهاية فيت زيرو مثّلت أسوء حصيلة لأي حرب يمكنك إسقاطها على الواقع وهنا يقع جمال القصّة وأحد مغازيها. لطالما تمّ تمثيل الحرب على أنّها وسيلة لتحقيق هدف يشارك بها العديد من الأطراف، وهي كذلك في الواقع لكن لا يوجد أي ضمانة للنّتيجة وجاءت النّهاية هنا كصفعة قويّة لتذكير المشاهد بهذا.
نعم ربّما تكون أكثر سوداويّة ممّا قد يتحمّله شخص يريد مشاهدة عملٍ ترفيهيٍ فقط لكن كذلك هي الحرب وكذلك مرّت البشرية بهذه الفترات العويصة. قوّة فيت زيرو تأتي بجودة إسقاطه لهذه الفترات الخالية من الأمل في قالبه القصصي وقد نجح في ذلك تماماً دون محاولة استرخاص ما مرّت به الشّخصيات.
هذه ليست النّقطة الوحيدة التي يمكنك استخراجها من العمل بصورة عامّة. الغوص في طريقة بناء التراجيديا يعطينا أبعاداً أكثر عن الشّخصيات، هذا ما قصدته بـ قالب قصصي وما سأناقشه في الفقرة التالية.
فيت زيرو كـ تراجيديا يونانية
تُعرّف التراجيديا على أنّها شكل لعمل فنّي يصوّر مأساة بشكل درامي ويعود المصطلح إلى أصل يوناني. لكن مالّذي يراودك عند التكلّم عن التراجيديا؟ نهاية حزينة؟ الكثير من الجثث؟ التعاسة؟
تعريف التراجيديا والهدف منها تغيّر قليلاً في المجتمع المعاصر، فأصبح يتم تداولها على أنّها صفة الحزن والمأساة في عملٍ ما. لكن بالعودة لأصول المصطلح في المسرح اليوناني القديم نجد أنّ التراجيديا قالب فنّي يهدف للانعكاس على المشاهد وليس فقط تصوير أحداث حزينة.
يتم تقديم شخصيّات العمل على أنّها مخطئة أخلاقياً وتمر بالكثير من المصاعب والمآسي حتّى تدرك نقطة خطأها بعد فوات الأوان. المغزى من هذا هو للانعكاس على المتابع – ما الذي قد تفعله أنت حينما تضع نفسك في مكان هذه الشخصيّات – هو ما تحاول هذه الأعمال إيصاله وفي هذا معنى كبير جداً وقيمة أعظم من مجرد تلقين المتابع ما هو الصّحيح.
للمزيد من المعلومات عن هذه النّقطة أنصح بمشاهدة هذا التّحليل.
بالعودة إلى فيت زيرو لا أحتاج إلى الكثير من الشّرح لإثبات أن الأنمي يندرج تماماً تحت هذا التّصنيف. كيريتسجو لم يدرك استحالة ما يسعى له باستماتة إلى أن شرحت له الكأس كم هو مخطئ في نظرته للعالم ثمّ واجه العواقب. سيبر استمرّت بسعيها للكأس حتّى بعد كل التّحذيرات من رايدر وآرتشر من انقلاب مثاليّاتها عليها في نقطة ما إلى أن أصبح الأمر متأخّراً وخسرت كل شيء. لانسر لم يدرك استحالة وجود الفروسية في لعبة موت للحصول على أمنية وقُتل بسبب هذا.
في الواقع عند أخذ نظرة عامّة على الشّخصيات يمكنك القول أنّها جميعها تقاتل في حرب لا تفهمها للوصل إلى هدف مستحيل التّحقيق وما يحرّكها هو اليأس، لكن في تجارب كل من هذه الشّخصيات هناك معاني كبيرة جداً. كل هذه الشّخصيّات قُدّمت لنا كتجربة فاشلة لأسلوب حياة معيّن وهدفها أن تُعمل عقل المتابع أكثر في ما يجده صحيحاً أو خاطئاً.
ما عزّز نقطة عرض الأفكار الأخلاقية وأحد أفضل النّقاط التي قدّمها العمل هي العدل في تناول النقاط والمعتقدات المختلفة وعدم تقديمها على أنّها خاطئة أو صحيحة بشكلٍ مجحف بل كـ إيجابيّات وسلبيّات. الأمر يعود لك كمتابع في النّهاية لتقرر أي اعتقاد يمكنك الارتباط به أو موافقته. ما يؤكّد هذه النّقطة أكثر هو مناقشة محبّي الأنمي الآخرين ورؤية الآراء المختلفة جداً حول العمل.
ويفر وما بعد الحرب المقدّسة
بالعودة إلى نهاية حرب الكأس المقدّسة؛ عند النّظر إليها بأسلوب موضوعي لا يمكن إنكار أنّها تقترح أنّ أولئك اللّذين لا يهتمّون بالفوز والخسارة كانوا الأكثر سعادة بالنّهاية وهم أقل من خسروا في تلك الفوضى، تنعكس هذه النّقطة بخروج كيري وآرتشر كأكثر الشّخصيات التي استفادت فعلا من الحرب.
كيري وصل أخيراً إلى النّهاية التي يبحث عنها طوال حياته والتي كانت الخراب والدّمار الذي لحق بفويوكي فأسقطه على أفكاره الشّخصية ليصل لنتيجة أنّ الدمار هو الحل. غيلغامش وجد شيئاً يملأ شعوره ورغبته الشديدة باللذة والتي تمثّلت بأفعال كيري واكتشافه لنفسه.
على جانب آخر أظهرت النّهاية أنّ الموت مع المثاليّات التّي حافظت عليها قد يكون مرضياً بنفس القدر، وهذا انعكس في شخصيّة الاسكندر وعثوره على جواب لحلمه مستحيل التّحقيق وموته راضياً عمّا قدّمه في الحرب.
لكن أهم شخصيّة مثّلت جانب “ما بعد الحرب” هو ويفر فالفت. ويفر هو – بشكلٍ ما – الشّخص الوحيد الذي خرج بمستقبل مشرق من قتاله في الحرب وتعلّم دروساً مهمّة انعكست على حياته الشّخصية. تطوّر شخصية ويفر يعبّر عن أنّه ما بعد الحرب الحياة تستمر ببساطة والمآسي ستندفن وسُتعاد الكرّة هذه المرّة بالجّيل الأصغر (شيرو، ساكورا ورين).
في النّهاية يمكنك النّظر لفيت زيرو من العديد من الزّوايا المختلفة وهو ما يضيف نقاطاً إلى جودة العمل العامّة لكن ما أحاول إيصاله أنّ المرء يحتاج لنظرة عامّة على القالب ليقدّر أكثر ما يحاول الشيء إيصاله وهو ما يحسب أكثر لأنمي يعتبر جانبه القصصي أحد أكثر عناصره أهميّة.
اقرأ أيضاً:
“نهاية فيت زيرو مثّلت أسوء حصيلة لأي حرب يمكنك إسقاطها على الواقع وهنا يقع جمال القصّة وأحد مغازيها. لطالما تمّ تمثيل الحرب على أنّها وسيلة لتحقيق هدف يشارك بها العديد من الأطراف، وهي كذلك في الواقع لكن لا يوجد أي ضمانة للنّتيجة وجاءت النّهاية هنا كصفعة قويّة لتذكير المشاهد بهذا.”
ذكرتني هذه القطعة بأنمي Shiki.
حقيقة المسلسل كنت سأحبه لولا الحوارات والثرثرة الطويلة التي أصابتني بالملل
عجبني التحليل لكن السبب الحقيقي للنهاية كان بسبب تلويث انجرا ماينيو للكأس المقدسة في الحرب السابقة لما استدعاه الاينزبرن
و بسبب حمله لكل شرور العالم و لعناته حسب المعتقدات في الديانة الرزداتشية لوث الكأس في موته
اهلا
نعم عندي معرفة بـ Lore الفيت لكن التحليل يركز على الثيمات والمواضيع الغير مباشرة (Subtext) والهيكل القصصي الخاص بالعمل. بما في معناه التركيز هنا على استخلاص رسالة عامة بالعمل عن طريق الأحداث اللي تصير بداخله
[…] في الحقيقة وقد استخدمتها بالفعل في مقال كتبته عن فيت زيرو و إيفانجليون لأنّي أجدها ذات معنى مٌفيد. لكنّي كذلك […]
[…] في الحقيقة وقد استخدمتها بالفعل في مقال كتبته عن فيت زيرو و إيفانجليون لأنّي أجدها ذات معنى مٌفيد. لكنّي كذلك […]