منذ بدايات عرضها في عام 2011 ومع نهاية الموسم الأول من سلسلة الدراما الأمريكية الشهيرة صراع العروش أو “غيم أوف ثرونز” تحولت تلك السلسلة إلى ظاهرة عالمية نالت شهرة هائلة ومشاهدات ضخمة، لتتحول مع الوصول إلى الموسم الأخير هذا العام إلى واحدة من أضخم العروض التلفزيونية في التاريخ من نواحي الإنتاج والميزانية والإعلانات وغيرها.
عالم الأنمي بدوره كان له ظاهرته الخاصة من خلال الأنمي الشهيرة هجوم العمالقة أو “اتاك اون تايتن” والذي بدأ عرضه في عام 2013، ورغم غيابه لسنوات قبل استمرار إنتاجه ورغم المشاكل المادية والإنتاجية الكبيرة التي واجهها إلا أنه يمكن اعتباره واحداً من أشهر سلاسل الأنمي على الإطلاق في السنوات العشرة الأخيرة.
إذاً ما الهدف من هذه المقدمة وما الرابط بين المسلسلين؟ من وجهة نظر شخصية بحتة قد يشاركني بها البعض ويخالفني بها الكثيرون أجد أن المسلسلين يمتلكان الكثير والكثير من عوامل التشابه على صعيد تحولهما لظاهرة، وإنتاج هذه الظاهرة لقاعدة معجبين “فان بيس” ضخمة جداً لكنها سرطانية بشكل مزعج في آن واحد، وقبل أن أشرح وجهة نظري ولم أصف القاعدة الجماهيرية هذه بالـ “سرطان”، أود التنويه لثلاث نقاط هامة جداً أرجو قراءتها وفهمها قبل إكمال المقال.
أولاً: هذا المقال ليس قائماً على أي بحث علمي أو مسح رأي عام أو أي منهج علمي آخر قادر على استنباط معلومات دقيقة وحقيقية أو قريبة من الحقيقة، هذا المقال لا يتعدى كونه مجرد رأي شخصي ووجهة نظر لكاتبه، وجهة قد تصح وقد تخطئ وقد تكون شديدة الدقة أو قد تكون مجرد توهماً لا أكثر، ولك كل الحرية في نقدها أو تأييدها أو البكاء بسببها، لكن لا تعاملها على أن كاتبها يدعي امتلاك الحقيقة وتحري الدقة فيما يطرحه في هذا المقال.
ثانياً: الحديث عن معجبي المسلسلين لا يعني بأي شكل من الأشكال الانتقاص من القيمة الفنية لهما، هذا المقال لا يناقش بأي شكل القيمة الفنية لأحد المسلسلين، ولا يهدف لذلك من الأصل.
ثالثاً: المقال ينطلق من مشاهدات شخصية وجماعية للكثير والكثير من منتديات وصفحات الإنترنت والتعليقات والنقاشات التي ينخرط فيها الكثير من محبي المسلسلين، وهذه المشاهدات هي التي شكلت وجهة النظر التي يستعرضها المقال، لكن هذا لا يعني أن كل “فان” لأحد المسلسلين أو كليهما يحمل الصفات التي سأتحدث عنها، وإمكانية تعميم هذه المشاهدات الشخصية على كل “الفاندوم” هو أمر يحتاج لبحث علمي لا أمتلك الأموال اللازمة للقيام به، ولو امتلكتها سأنفقها على إصلاح أسناني لكن هذا موضوع آخر.
إذاً ما هي أوجه التشابه بين معجبي السلسلتين؟ ولماذا استعملت وصف “سرطاني” لوصف الفاندوم المرتبطة بصراع العروش وهجوم العمالقة؟
الانتشار ثم الهيمنة
الانترنت بما أصبح عليه اليوم فتح الباب للكثير من الجماعات والمجتمعات للتحول إلى مجتمعات رقمية كاملة، قادرة على التوسع والوصول وامتلاك القدرة على الحشد، بداية من حركات الربيع العربي والنسوية والـ “LGBTQ” وغيرها الكثير وصولاً إلى مجتمعات “أرسلها لعشرة قبل أن يسخطك الله قرداً” الخ…
هذه الميزات الاتصالية الضخمة سيكون لها بكل تأكيد دور عندما يتعلق الأمر بمجتمعات معجبي الدراما التلفزيونية أو السينما أو الأنمي أو أي شكل من أشكال الفن، ومعجبو صراع العروش وهجوم العمالقة ليسوا استثناء بكل تأكيد.
الفارق الواضح بين حالة الإعجاب بهذين المسلسلين وغيرهما ترتبط بشكل أساسي بالانتشار الضخم والسريع الذي حصل خلال سنوات قليلة جداً، حتى أصبحا ظاهرة عالمية واقعة لا يمكن إنكار وجودها، بالطبع فإن التميز الذي يمتلكه كل من المسلسلين في العديد من الجوانب الفنية كان له الدور الأكبر في هذا الانتشار لكن هذا ليس كل شيء.
كما هو الحال في الكثير من المجتمعات البشرية فإن الأمر ينطبق على المجتمعات الرقمية التي تدفعك للاندماج خشية أن تصبح منعزلاً لكونك لا تشاهد أو تقرأ أو تسمع ما يشاهده ويقرأه ويسمعه الآخرون، وصراع العروش وهجوم العمالقة هما من أبرز الأمثلة على ذلك.
الشهرة العالمية للسلسلتين تحولت إلى هيمنة مزعجة في الكثير من المجتمعات الرقمية، فمعجبو السلسلتين لا يتوقفون عن حشر الاسمين وأسماء الشخصيات خاصتها في كل نقاش، ولا يتراجعون لحظة عن ترشيح المسلسلين لك في كل لحظة وكل ثانية وكل قرار خاطئ ترتكبه عندما تطلب ترشيحات تلفزيونية أو أنمي ترغب بمشاهدته لتمنع نفسك من الانتحار.
تلك الهيمنة تتحول إلى أبشع صورها عندما يعود أحد المسلسلين بموسم جديد، عندها تتحول مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً وشبكة الإنترنت بشكل عام إلى مصحة للمجانين يقفز فيها فيه عبيد عائلة ستارك أمام أبناء عائلة تارغيريان المصابين بالناعور وغيره من الأمراض الوراثية، فيما تتصارع زوجات ليفاي القزم مع أزواج ميكاسا العابرة جنسياً في زاوية أخرى.
هذه الهيمنة الطفولية المزعجة على جميع النقاشات ومواقع التواصل الاجتماعي هي أحد أهم الأسباب التي تجعل قاعدة جماهير المسلسلين كتلة سرطانية، ما تلبث أن تهدئ حتى تتوسع بجنون مرة أخرى.
طقوس صيد الساحرات… أو المساكين الذين يمتلكون رأياً
عملية مطاردة أو صيد الساحرات “Witch-hunt” ترمز للأعمال التي كانت ترتكبها الكنسية الكاثوليكية والبروتستانتية فيما بعد ضد الكثير من النساء في أوروبا في العصور الوسطى وصولاً إلى بدايات العصر الحديث، وقتل الكثير منهن بحجج ومحاكمات واهية بتهم السحر والشعوذة وغيرها.
طقوس مخيفة أليس كذلك؟ الخبر السار أنها لم تعد موجودة اليوم، لكن الخبر السيء أنه يمكنك معايشتها بخطوة سهلة جداً وهي إبداء رأيك الفني في أحد المسلسلين المذكورين أمام المعجبين وستجد نفسك داخل أحد طقوس صيد الساحرات حيث يتم حرقك بأسوأ المغالطات المنطقية التي يمكن أن تجدها في نقاش بشري.
رد الفعل الدائم لمحبي المسلسلين على أي نقد يوجه لهما هو الهجوم الشخصي ضد صاحب الرأي المسكين، الذي اعتقد أنه في مجتمع رقمي متحضر يسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم، ليجد نفسه أمام جمل غريبة مثل “مضغوط” و “غيران من النجاح” وكأن أحدهم ينافس شركة “HBO” أو استديو “Wit” في مجال الإنتاج التلفزيوني ويود التقليل من أعمالهما بالتعبير عن رأيه.
الدخول في النقاش مع الكثير من “فانز” المسلسلين يبدو كنسخة واحدة تماماً (أعيد وأكرر ليس الجميع)، ودائماً ما تتكرر الإساءات الشخصية والمقاربات البلهاء والتسخيف والسخرية الموجهة ضد شخص مسكين كل ما أراد فعله هو الدخول في نقاش فني حقيقي حول إيجابيات وسلبيات أي من العملين.
هوس التقييم
الكثير من معجبي صراع العروش وهجوم العمالقة أو كما يعرّفون في قاموس “Facebooktionary” بأنهم “المراهقون الذين اكتشفوا من جديد مواقع IMDB و MAL لتقييم الدراما والأنمي”، أولئك المعجبون يمتلكون هوساً لا منطقياً بالتقييمات ولا يكادون ينتهون من حلقة جديدة حتى يتوجهوا إلى تلك المواقع لوضع تقييمات عالية لمسلسلاتهم المفضلة، (التقييم 10/10 في غالب الأحيان).
يمكن استثناء الموسم الأخير من صراع العروش والذي شهد هبوطاً كبيراً في المستوى القصصي للمسلسل على حد تعبير الكثير من معجبي المسلسل، وهو ما حول عملية انتقاد المسلسل والتقليل من تقييماته موضة كذلك يجب اتباعها داخل “الفاندوم” نفسها.
اليوم لا يمر ساعة على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن تجد فيها منشورات مثل “الحلقة الرابعة من مسلسل تشيرنوبل تصبح الأعلى تقييماً في التاريخ”، أو “الحلقة الأخيرة من صراع العروش تصبح الأقل تقييماً في تاريخ المسلسل”، طبعاً دون نسيان الفرحة العارمة لمعجبي هجوم العمالقة عندما تصدر الموسم الثالث من المسلسل قائمة موقع “MAL” لتقييم الأنمي لمدة نصف ساعة، قبل أن يتراجع مرة أخرى للمركز الثاني.
هذه الفوضى والهوس الموجود على الإنترنت اليوم بالتقييمات والمراكز يجب أن ينسب الفضل الأكبر فيه لمحبي صراع العروش وهجوم العمالقة، هؤلاء الأشخاص اللطيفون الذي يمتلكون انجذاباً جنسياً غريباً لرقم 10، ويعشقون وضعه في كل مكان.
هذا أفضل مسلسل
من الجميل جداً أن يصف أحدهم مسلسلاً تلفزيونياً سواء كان دراما أو أنمي بأنه “أجمل مسلسل شاهده في حياته”، وهو شيء طبيعي نحب جميعنا القيام به، لكن الإصرار على أن المسلسل المفضل لك هو أفضل مسلسل صنعته البشرية، والدخول في شجارات على الإنترنت في سبيل ذلك هو أمر مثير للضحك، وإصدار مثل هذه الأحكام ليس أمراً سهلاً البتة.
لكن ليس بالنسبة لمعجبي صراع العروش وهجوم العمالقة، فهم يمتلكون كل الخبرة والوقت في هذه الحياة، وهو ما مكنهم من مشاهدة جميع المسلسلات التلفزيونية والأنمي في العالم ومن ثم لم يجدوا أفضل من صراع العروش وهجوم العمالقة.
إطلاق الأحكام بهذه السهولة هي واحدة من أوضح السمات المشتركة بين محبي المسلسلين، فهم واثقون كل الثقة بحكم خبراتهم الفنية الكبيرة بأن “هذا أفضل مسلسل في العالم”، وكل محاولاتك لمجرد مناقشة هذا الحكم هي مضيعة للوقت، فأنت مجرد غيور حاقد على نجاحاتهم، أقصد نجاحات المسلسل الذي يشاهدونه.
هل من الخطأ القول إن صراع العروش أو هجوم العمالقة هو أفضل عمل تلفزيوني أو أنمي في هذا العصر أو في تاريخ الصناعة ككل؟ لا.
بالتأكيد لا يوجد خطأ في ذلك، طالما تم بناء ذلك الرأي على إدراك لعوامل فنية وإنتاجية وقصصية واضحة تجعلك تصدر هذا القرار، لكن إطلاق الأحكام من متعة التجربة الشخصية وجهل تام للميديا التي تقوم بمشاهدتها وعدم وجود خلفية حقيقة وحصيلة مشاهدة جيدة في هذا المجال تجعل الحوار أشبه بالحوار الذي يحصل في برلمان أوغندا.
ختاماً إليكم حواراً بسيطاً يمكن مشاهدته في الكثير من صفحات الفيسبوك والتويتر وغيرها:
هجوم العمالقة أفضل أنمي في العالم
= كم أنمي شاهدت في حياتك؟
شاهدت هجوم العمالقة
“تلك الهيمنة تتحول إلى أبشع صورها عندما يعود أحد المسلسلين بموسم جديد، عندها تتحول مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً وشبكة الإنترنت بشكل عام إلى مصحة للمجانين يقفز فيها فيه عبيد عائلة ستارك أمام أبناء عائلة تارغيريان المصابين بالناعور وغيره من الأمراض الوراثية، فيما تتصارع زوجات ليفاي القزم مع أزواج ميكاسا العابرة جنسياً في زاوية أخرى.”
لا أعرف إذا كنت تعيش معنا في نفس العالم أم أنك محصور في عالمك المليء بالمبالغات العقلية التي تحدث في عقلك! يارجل! لم ولن نرى شخصًا بمثل هذه المواصفات كل هذه تخيلات منك. حتى وإن وجد مع اني استبعدها وبشكل كامل فهي لا تشكل سوى مانسبته 0.0000001% من فانز الانمي.
عندما يقول شخص ما أن هذا أفضل عمل شاهده في حياته المتواضعة فبالتأكيد سيعني هذا أن هذا أفضل عمل انتجته البشرية أجمع (في رأيه الخاص) فكلاهما جملتان متساويتان في المعنى أساسًا
أخيرًا نقاش ستجده في مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة
محد (No body): ………
بعض الناس= هجوم العمالقة مايدخل التوب عندي اساسًا واعتبره انمي سيء
صحيح الأنمي له ميزاته و لكن ما يحزنني هي الأعمال العظيمة التي لم ترى الشهرة و النجاح كما لاقاهما هجوم العمالقة
كل عمل له مميزاته و عيوبه و لكن إنك تسفل في أعمال أخرى أتقنت جوانب عديدة ضعيفة في الأنمي المفضل لديك هو ضعف خبرتك و قلتها و ضحالتها…
شكرا لك، أثبتت بتعليقك كل ما تحدثت عنه في مقالي، سأعود الآن لعالمي المليء بالمبالغات
والجملتان اللتين ذكرتهما لا تتساويان في المعنى بأي شكل، إلا إذا كنا نتحدث عن استراحة ما بعد صف اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية
شكرًا لعودتك لعالمك الخاص
لكن هذا لايمنع ان اقوم بتوضيح بعض الامور البسيطة لك والتي قد تجهلها لعلي أن أكسب بعض الأجر في تعليمك
أولا لو أتينا الى شروط وقيود أفضل عمل انتجته البشرية على الإطلاق ماهي؟
لن تجد شيء اعلم بانها صدمة لك لكن هذا هو الواقع لدينا (ليس في عالمك)
ففي عالمك تستطيع ان تضع الشروط التي تريدها ايًا كانت وهذا لايهمنا أبدًأ
فهي ليست قانون وضع ولم يجتمع خبراء الانمي كلهم بداية من ايسياما ونهاية بك في طاولة واحدة لتضعوها
في هي فالأخير تعود للرأي الشخصي وبهذا تصبح الجملتين واحدة
وبلغة الرياضيات علك أن تفقه من الأمر شيء
الرأي الشخصي = 0
مبالغات في الوصف * رأي شخصي= 0
في رأيي هجوم العمالقة هو الأفضل انتاجيًا في العالم أجمع = 0
أما عن الاسترحات فأرجو أن تكون وصلت لها
متفقة مع الكاتب في أغلب النقاط
بس حاجة من أشد الحاجات اللي هعترض عليها: “طالما تم بناء ذلك الرأي على إدراك لعوامل فنية وإنتاجية وقصصية واضحة تجعلك تصدر هذا القرار، لكن إطلاق الأحكام من متعة التجربة الشخصية… ”
لا مش لازم أكون مُدركة للعوامل الفنية والإنتاجية و…إلخ علشان أقدر أحكم على حاجة إنها أفضل حاجة شاهدتها
وممكن أقيم بُناء على مُتعتي الشخصية فقط .. مافيش أي مشكلة في كدة
حبيت أوضح النقطة ديه بس من وجهة نظري علشان مؤخرًا بقى أي حد يعبر عن إعجابه بأي عمل يوجَه له سؤال انتَ مُعجب بيه على أساس إيه؟ إنتاج؟ إخراج؟ كذا كذا؟ .. لأ ممكن أكون مُعجب بيه لأنه ممتع .. بكل بساطة!
شكرا لك على تعليقك
لكن لو قرأت الفقرة التي علقت عليها بتمعن ستجدين أن ما قلته هو عكس ما تتحدثين عنه تماما، ما قلته هو أنه لا يمكن للشخص اطلاق حكم كبير مثل أن المسلسل أو الأنمي الفلاني (صراع العروش وهجوم العمالقة في هذا المقال) هو أفضل أنمي على الاطلاق، دون أن يدعم ذلك بأسباب منطقية واضحة ومحددة
بالتأكيد يمكنك الاعجاب بعمل دون سبب واضح، وبالتأكيد حقك الطبيعي أن تجعل عملا معينا هو المفضل لك دون تبريرات
لكن من حق الطرف الآخر أن تبدي له اسبابا واضحة عندما تستعمل جملة “أفضل عمل في الصناعة” أو ما شابهها
هنا أقتبس المقطع الذي تتحدثين عنه من مقالي لتوضيح ما قلته
“هل من الخطأ القول إن صراع العروش أو هجوم العمالقة هو أفضل عمل تلفزيوني أو أنمي في هذا العصر أو في تاريخ الصناعة ككل؟ لا.
بالتأكيد لا يوجد خطأ في ذلك، طالما تم بناء ذلك الرأي على إدراك لعوامل فنية وإنتاجية وقصصية واضحة تجعلك تصدر هذا القرار، لكن إطلاق الأحكام من متعة التجربة الشخصية وجهل تام للميديا التي تقوم بمشاهدتها وعدم وجود خلفية حقيقة وحصيلة مشاهدة جيدة في هذا المجال تجعل الحوار أشبه بالحوار الذي يحصل في برلمان أوغندا.”