مراجعة أنمي الراكوغو Showa Genroku Rakugo Shinju

لا شك واننا جميعاً تقريباً كمحبين للأنمي احببناه بسبب إعجابنا بالثقافة والأدب الياباني وما تحويه من أشياء غريبة ومختلفة عن ثقافتنا، سأتكلم عن أحد الأنميات الذي تكلم عن إحدى الثقافات والفنون اليابانية التقليدية ألا وهو فن “الراكوغو – Rakugo”

ما هو فن الراكوغو:

قبل أن تبدأ بقراءة هذه المراجعة، يمكنك قراءة تعريف بفن الراكوغو مقدم من موقع Nippon.com باللغة العربية، وهو يتحدث باختصار عن اصول هذا الفن وطريقة تقديمه.

راكوغو (باليابانية: 落語) وتعني حرفيا “الكلمات المتساقطة” هو أحد أنواع الترفيه الكلامي في اليابان، بحيث يجلس فيه المتحدث على مسرح يدعى يوسي وفي يده مروحة ورقية ومنديل قماشي صغير، متحدثا عن قصة مضحكة طويلة ومتشابكة الخيوط. تتمحور القصة عادة حول حوار بين شخصيتين أو أكثر ويتم التمييز بين الشخصيات فقط عن طريق تغيير نبرة الكلام وطبقة الصوت أو إمالة الرأس قليلا.

– مقتبس من ويكيبيديا

قصة Showa Genroku Rakugo Shinju:

تتحدث القصة عن الشاب “يوتارو” الذي يعتبره الناس مجرماً ولكنه شابٌ طيبُ القلب ومشاكس يسهل التلاعب به، عندما كان بداخل السجن رأى نقلاً لأداء القّاص العبقري “Yuurakutei Yakumo” لقصة “الشينيغامي” فتأئر بها أشد التأثر، بعدها قرر أن يبدأ حياته من جديد.

وقرر أن يتدرب على أداء فن الراكوغو على يد المعلم “Yuurakutei Yakumo” فذهب إليه وطلب منه أن يدربه وعلى الرغم من رفض المعلم اتخاذ التلاميذ، إلا أنه قبل بتعليمه في النهاية. وبدأت حينئذٍ قصة تتخلل وتتحدث عن ماضي وحياة المعلم “ياكومو” وتليها الصعوبات اللي ستواجه يوتارو في مسيرته الجديدة الحافلة بالمشّقة والعناء.


الحبكة والروي:

يبدأ العمل في الحاضر بقبول المعلم ياكومو ليوتارو كتلميذٍ له، ويتم تعريفنا بالراكوغو عن طريق عروض أخاذة وممتازة جداً لأداء ياكومو وويوتارو، ثم ينتقل بنا برحلة صراع درامية رائعة تحكي لنا ماضي وقصة المعلم القاص “Yuurakutei Yakumo” مع صديقه “Yuurakutei Sukeroku” اللذين تعلما منذ نعومة أناملهما فن الراكوغو  على يد نفس المعلم.

على الرغم من الاختلاف الجذري في شخصية واسلوب كل فرد منهما إلا أن العلاقة التي كانت تجمع بينيهما كانت رائعة ومعقدة إلا حدٍ ما وما جمع بينهما هو حب فن الراكوغو، رافق هذان الشابان بعضهما في دربهما هذا إلى أن كبرا وأصبحا رجالاً، العلاقة التي كانت تجمع بينهما ناضجة جداً وجميلة.

أما الأشياء التي تميز بها العمل وجعلته من الروائع:

بما أن العمل يتمحور حول الراكوغو كقالب للقصة فمشاهد أو قصص الراكوغو التي رُويت كانت ممتازة واستطاعت نقلنا نحن المتابعين من خلف الشاشات إلى صفوف الجمهور في المسرح فتأثرنا وضحكنا معهم، بالأضافة أيضاً إلى البراعة في تبيين الفرق بين الأداء الجيد والسيئ لكل مؤدٍ و إظهار التطور او التراجع الذي كان ينجم عن تأثيرات الحياة الشخصية ومشاعر المؤدي ومن خلال هذا الأداء انتقلت إلينا مشاعرهم واحاسيسهم.

الجانب التاريخي والفترة الزمنية التي وقعت بها القصة والعامل الزمني بشكلٍ عام:

قامت الأحداث في أوجِّ حقبة شووا والتي كانت خالية من وسائل الترفيه الموجودة في وقتنا الحالي فكان للراكوغو النصيب الأكبر من الشعبية والأزدهار كوسيلة للترفيه، وبما أن القصة كان يتخللها قفزات زمنية طويلة وعديدة والتي أدت بدورها إلى خلل بسيط في سرد الأحداث في بعض الأحيان. برع الكاتب في إيضاح التغيير الزمني الحاصل في القصة من خلال ظهور وسائل الترفيه الجديدة كالهاتف والتلفاز والتي غطت على شهرة الراكوغو، وأيضاً أظهار تطور الشخصيات والناس عبر الزمن، و أظهار تغير الناس واهتماماتهم مما أثر بشكلٍ سلبي على فن الراكوغو، وأيضاً تبيينهم لدور الحرب التي كانت قد حصلت في وقتهم واثرها على المجتمع الياباني.

الأفكار والعبر التي حملها العمل وناقشها: كقضية الموهبة الفطرية مقارنةً بالعمل الشاق وأيهما كفيل أكثر بتحقيق النجاح وتبيين ما الذي قد يهدم هذين الأساسيين عند الشخص الذي يملك أحدهما، والحوارات التي كانت ممتازة وبليغة جداً في بعض الأحيان.

الشخصيات:

لعل أكثر ما أعجبني في الشخصيات هو كونها إنسانية إلى أبعد الحدود تطورت جداً خلال القصة، وكانت تصرفاتها وكلامها واقعية جداً. والتنوع الكبير في الشخصيات الذي أوجده الكاتب أضاف أنسجام وسحر كبير في القصة ومجرياتها، بالأضافة لكون الشخصيات في عصر الشووا فقد كانت ملتزمة جداً بالعادات والتقاليد وحريصة جداً عليها. والتنوع بين الشخصيات الكبيرة بالسن والصغيرة والتفاعل بينهم والأختلاف في تفكيرهم وأهتماماتهم أضاف لمسة جميلة جداً على الأنمي.

الجانب البصري:

بالنسبة لي شخصياً أعجبتني الرسوم جداً وبالأخص تصاميم الشخصيات التي كانت ناضجة جداً ومشابهة لأشكال اليابانيين فعلاً، والألوان القاتمة نوعاً ماً والتي كانت غالبة على أجواء العمل والتي كانت تعطينا الشعور بالقِدم وتذكرنا أن أحداث القصة تقع في الماضي.

أما الأخراج فأستطيع القول أنه ممتاز وقد كان متصاعداً بأغلب الأحيان ولكن كان هناك مشاكل بسيطة بالبيسنغ أو تسارع الأحداث وأستطيع تقبل هذا الشي حُكم أن الأنمي كانت أحداثه تحكي عن مدة زمنية طويلة جدأ.

الموسيقى:

ليس لدي الكثير من الكلام عن الموسيقى ولكن أستطيع القول أنها كانت جيدة وعملت عملها بشكلٍ جيد في الأنمي، الشي الجميل هو وجود موسيقا الجاز فيه والتي أضافت لمسة جميلة جداً لأجواء الأنمي، الأغاني الأفتتاحية والنهاية كانت جميلة ومميزة بالنسبة لي، لكن لا أضمن للجميع أن يعجبوا بها.

http://https://www.youtube.com/watch?v=vKDznpiuXvE

ككل:

أنمي Showa Genroku Rakugo Shinju قدم لنا قصة رحلة أنسانيّة معبرة ومؤثرة مغلفةً بإحدى أهم الثقافات الأدبية التقليدية اليابانية ال Rakugo، بالإضافة إلى شخصيات واقعية وجميلة جداً من الناحية الكتابية، مع رسوم وأخراج رائعيين جداً وموسيقى مميزة.

اقرأ أيضاً:

ترغب باستلام اشعار عندما ننشر مقالاً جديداً؟

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.