يوشيفومي كوندو (1950-1998)
السيد كوندو يوشيفومي، رحلت فجأة، ولا يمكنني تقبل إجحافًا كهذا، لم نعتد على فقدانك، عندما رأيت مكتبك، يا كون-تشان، شعرت بأنك ذهبت، وستجلس غدًا على مكتبك كالمعتاد.
لن تعود مجددًا بعد اليوم، لذلك علينا أن نرثيك.
السيد كوندو يوشيفومي، لديك موهبة نادرة، كنت محرك رسوم عظيم، مصمم شخصيات، ومشرف رسوم متحركة. حققت إنجازات كثيرة، وأعظم ما أنجزته “همس القلب” 1995 و “بذور السماء الملونة” 1992.
كون-تشان، كنت دائمًا تردد أغنية ” Hyokkori Houtanjima”، “حتى وإن كان اليوم سيئًا، فلدينا الغد” وغيرتها إلى شيء أكثر إيجابية عن الأصلية “إن كان اليوم سيئًا، فسننجز غدًا”، استخدمتها في “مطر الذكريات” 1991، أردت دائمًا أن تكون إيجابيًا، ومع العدالة الاجتماعية.
عندما التحقت بالأستوديو، كان من المتوقع أن تقود طاقم العمل، كعضو ذو خبرة.
كثير منا معجبون بشخصيتك وعملك، أعمالك ألهمت الكثير من الشباب للالتحاق بهذا المجال. لكنك كنت في السابعة والأربعين، لم تصل إلى سن الاكتفاء والإرشاد، هناك كثير من الأشياء التي أردت القيام بها، في حياتك وعملك، لمَ آلت الأحوال إلى هذا الحال؟ جميعنا مغتاظون ولا يمكننا فعل شيء غير الشعور بالحزن، لكنك الآن أكثر من يشعر بالندم.
دعني أتحدث بأحداث شخصية، بكل أنانية، جميع الذكريات المتعلقة بك أتتني عندما سمعت خبر رحيلك بالسادس والعشرين من الشهر الماضي (ديسمبر/1997)، كم كنت معتمدًا عليك، كم ساندتني، بدون موهبتك العظيمة، ومساندتك الجبارة، وعملك الشاق، وقبل ذلك كله إن لم تقرر العمل معي، لن يكون هناك “قبر اليراعات” 1988 أو “مطر الذكريات” 1991.
كنت ألاحظك، يا كون-تشان، عندما كنت تعمل على المشهد من “الباندا كوباندا، السيرك الممطر” 1973، عندما كانت الشخصيات تتناول الإفطار على السطح في الصباح بعد الفيضان، كان المشهد مبهجًا، مرحًا، ومشرقًا. كان عمرك حينها اثنان وعشرون سنة، أصبحت أفضل وأفضل مع مرور الوقت، وبعدما قمت بعمل رائع في “عدنان ولينا” 1978، طلبت منك العمل كمصمم للشخصيات ومشرف رسوم متحركة، وذلك عندما كنت في الثامنة والعشرين من عمرك.
ذهبنا معًا إلى جزيرة الأمير إدوارد بكندا من أجل ملاحظة المناظر الطبيعية هناك لعمل “شما في البراري الخضراء” 1979. نُشرت كتب مصورة كثيرة لتلك الجزيرة في تلك الأيام، متى كان ذلك؟ أتيت إلى منزلي، و كنا نحاول و واجهتنا أخطاء في تصميم الشخصيات، تخلينا عن تصميم لشخصية فتاة جميلة والتي كانت تجسد حبك لـ”شما/آن “، وقررنا أخيرًا تصميم شخصية نحيلة، ذات أعين واسعة، “شما/آن” وكانت تشبه الهيكل العظامي، لكن بسبب أحداث القصة، تحولت “شما/آن ” النحيلة إلى شابة جميلة وسعيدة ومبهجة، كما في الرواية الأصلية، أصبحت مذهلة كشخصياتك، كون-تشان، شخصياتك كـ”شمة/آن ” 1979 و “سيتسكو” في “قبر اليراعات” 1988، كان لها تأثير قوي في عالم شخصيات الرسوم المتحركة، أعتقد بأنك فخور بما فعلته، على الرغم من أنك لم تذكر أي شيء.
صورة بمشاعر، حركة بمشاعر، والشخص الذي يمكنه رسم هذه الصورة هو كون-تشان، كان الرجل المناسب لي. في كل مرة أواجه تحديًا جديدًا، أثق بموهبتك، أعتمد عليها، وأسحبك معي إلى رحلة صعبة، أؤمن بأنانية بأنها ستجعل موهبتك تزدهر، وأنك ستشعر بالسعادة والفخر بنهاية العمل، عندما أفكر بأن هذا العمل الشاق قد جعل حياتك أقصر، لا أعرف ما أفعل.
عندما كنت صغيرًا يا كون-تشان، كنتَ نحيلاً، كنت كثير الصمت، قليل الأكل، كنتَ هادئًا، لكن أعمالك كانت مليئة بالحياة. عانيت من مرض خطير، لكنك كنت تبدو بصحة جيدة في تلك الأيام، على الرغم من هدوئك، بدأت تتحدث أكثر، وكنت تنصت لكلام الآخرين، وكنت تبحث عن طريقك الجديد لأعمالك، كنت على وشك الانطلاق في طريق جديد.
كنت محبًا لعملك، وبعد العملية، كنت قلقًا على العمل، حتى النهاية. عندما أفكر بندمك، لا أجد كلمة مناسبة لإبعادك.
كون-تشان، أشكرك بعمق لأعمالك العظيمة، متأكد بأن أعمالك ستخلد، وسيحبها الناس، وستأثر عليهم.
23 يناير/ 1998
إيساو تاكاهاتا.
شكرًا للصديق @MohdBazara على ترجمة الرثاء.