وأخيراً انتهى الموسم الثاني من هجوم العمالقة. الأنمي الأكثر هايباً في تاريخ صناعة الأنمي، الذي دمر الصداقات حول العالم، فكك الأسر، دمر المجتمعات، حوّل حياة الكثير من الاوتاكو الذين يهابون حرق الاحداث الى جحيم. الأنمي الذي أعاد الهيبة لجيوش قراء المانغا وترولز حرق الأحداث، الأنمي الذي كشف الكثير على حقيقتهم، الأنمي الذي فجر برجي التجارة العالميين.
حسناً هذا يكفي كمقدمة.
بغض النظر عمّا قلته قبل قليل، كمية الهايب التي حصل عليها هجوم العمالقة خيالية، وسواء كنت من محبيه، من يعتبرونه عادياً، أو ممن يكرهون هذا الأنمي لسبب أو لآخر، عليك أن تعترف بأن هجوم العمالقة والهايب الناجم عنه سواء في الموسم الأول أو الثاني جعله مدخلاً لكثير من الأشخاص إلى عالم الأنمي، ولأكون صريحاً ليس مدخلاً سيئاً على الإطلاق.
تحدثت سابقاً عن الموسم الأول بشكل مفصّل وعن الأشياء التي رأيتها فيه -دون حرق أحداث طبعاً- ولا حاجة للتكرار هنا، والموسم الثاني كان بشكل أو بآخر، امتداداً فقط للموسم الأول… وهو أمر جيد وسيء في نفس الوقت.
القصة والأفكار في هجوم العمالقة:
في هذه الموسم تابعت القصة حيثما تركها الاستديو في الموسم الأول، عند تلك الCliff hanger اللعينة التي دفعتني لقراءة المانغا، والجميل في الأمر أن الموسم الثاني لم يمتلك حلقات تمهيدية أو من هذا الهراء الذي رأيناه في أنميهات أخرى نالت موسماً ثانياً في هذا الموسم. الحلقة الأولى من الموسم الثاني دخلت في قلب القصة، وتابعت وكأن الموسم الأول كان البارحة. وهذا أمر مذهل، وجيد، ويصب في مصلحة الأنمي.
المشكلة الوحيدة التي لاحظتها منذ بداية الأنمي ولم أكن محتاجاً لانهاء الأنمي قبل ملاحظتها، هو سرعة حركة الانمي التي لم تتجاوز فصل مانغا واحداً بالحلقة الواحدة، بعملية حساب بسيطة وصلت لاستنتاج أن الأنمي لن يغطي القصة كاملة – ولا حتى نصف القصة… هناك ما يقارب ال95 جزءاً من المانغا حالياً والأنمي لن يصل للستين في أفضل الأحوال.
بغض النظر عن هذا، الحلقات كانت مذهلة، لا يمكن اعتبار أي حلقة في الانمي “فلر” أو فقط تمضية وقت، على الرغم من وجود مشاهد من هذا النوع. أيضاً لا يمكن القول بأن القصة كان يمكن اختصارها، لان كل ما تم تضمينه في الانمي كان بالفعل مهماً للقصة ولا حشو فيه اطلاقاً.
الفكرة في هجوم العمالقة لم تختلف كثيراً في الموسم الثاني، الأفكار الفلسفية لا تزال تعرض في الانمي من جميع الجوانب، سواء كانت تتعلق بالحرب، القتل، الأنانية، الصداقة، الحب، الشجاعة، الخوف وغيرها. كل من هذه الأفكار عرضت في الانمي بشكل مميز، ودون أن تشعرك أنها مقحمة في النص بقوة الصداقة، والأفكار كلها كانت قادرة على الوصول لقلب المستمع.
الشخصيات:
يمكن ملاحظة تطور كافة الشخصيات في الانمي عدا الشخصية الرئيسية، وهذا يزعجني جداً، يمكن أيضاً ملاحظة أن الشخصيات كلها موجودة بشكل متناسق مع القصة، وكلها تتصرف على سجيتها، عدا الشخصية الرئيسية الكرينجي التي لا يمكنني وصف غباءها المستمر. إيرين ييغير هو أسوا شخصية رئيسية رأيتها في حياتي بعد كيريتو من سورد أرت أونلاين. الفتى حرفياً لم يتعلم شيئاً من كل تلك السنوات التي عاشها تحت الجحيم، لا زال يصرخ دون تفكير، لا زال يتصرف بطفولة، لا زالت حركاته غبية.
لا يمكنني تخيل شخصية أسوأ من هذه في موضع البطولة. بينما بقية الشخصيات الأخرى، الشخصيات “الجانبية” كانت أفضل بكثير، الاهتمام التي لقيتها تلك الشخصيات جعلتني أشعر وكأن الكاتب ركز عليها أكثر من الشخصية الرئيسية. وهو ما جعل الأمر أكثر تحملاً بالإضافة لكون عدد مرات ظهور إيرين في الأنمي كان قليلاً نسبياً.
مجدداً مع إيرين، التطور الوحيد الذي حصل بما يتعلق به هو علاقته مع ميكاسا، لسبب ما، وأيضاً قدراته القتالية، لسبب ما. مما يضعه في حالة “جسد بالغ وعقل طفل” وقدرات خارقة تحتاجها الانسانية للنجاة.
يمكن القطع 100% بأن القائد إيروين سميث هو الشخصية #1 في هذا الأنمي، وتتبعه تماماً هانجي في المرتبة الثانية، ووراءهما أرمين، بينما ليفاي، ايرين، وميكاسا كانوا في آخر التصنيف برأيي… سواء من حيث الفائدة في هذا الموسم، او من حيث اوقات الظهور على الشاشة.
بالإضافة لهذا، هذا الأنمي يمتلك شخصيات شريرة من أندر الشخصيات الشريرة التي يمكنك أن تراها في القصصة الخيالية؛ شخصيات شريرة يمكنك أن تتعاطف معها. الخطابات المليئة بالمشاعر والكلام النابع من القلب الذي قالته هذه الشخصيات سيشعرك وكأنها ليست شريرة بالمطلق، بل على العكس تماماً.
الرسومات والتحريك:
نفس مشكلة الموسم الأول تكررت في الموسم الثاني، التحريك والرسم في الأنمي ككل لم يكن على مستوىً عالٍ جداً، ولكن كل تركيز المحركين والرسامين كان على المشاهد القتالية والمعارك التي تضمنت حركات معقدة، يمكنك أن تفهم ما أقوله حينما تشاهد الأنمي وحركات ميكاسا، سواء في الافتتاحية أو في القتال ضمن الحلقات، وتقارن هذه المشاهد مع تلك التي تضمنت شخصيات كثيرة وفوضى، أو حتى تلك المشاهد المتكررة التي تضمنت رسوماً ثابتة فقط، دون أي تحريك.
لا مشكلة لديّ حقاً في هذا، طالما أن مشاهد المعارك كانت مذهلة ومبهرة وأتاحت لي الفرصة لأرى كل تلك المشاهد التي أسالت لعابي في المانغا بشكل متحرك، ولكن عندما تزيد على المشاهد الثابتة والرسم السيء بعض الCGI ستحصل على خلطة من الدمار. أعني حتى الموسم الأول لم يقع في مثل هذا الخطأ الفادح.
الموسيقى والافتتاحيات:
يمكنني القول أن الموسيقى في هذا الأنمي من أهم العناصر التي انتظار الأنمي وعدم قراءة المانغا أمراً منطقياً. لا يمكنني وصف الساوندتراك الذي جاء في هذا الموسم. تخطى قوة الموسم الثاني حتماً. هناك بعض المقاطع الصوتية التي وردت في هذا الموسم التي ستخلد في تاريخ موسيقى الانمي الى الأبد. سأترك هذا المقطع هنا، وأنوه أن عنوانه يحتوي حرق أحداث لذا لا تفتح الرابط إذا لم تكن قد شاهدت الانمي بعد.
ما يمكنني فعلاً أن أعلق عليه بموضوع الموسيقى والأغاني في هذا الأنمي هو الافتتاحية والخاتمة، الخاتمة كانت سيئة لدرجة أنها غير قابلة للاستماع، لا يمكنني تحمل صوتها السيء على الاطلاق، ولكن الرسومات التي كانت مقدمة فيها كانت مهمة حتى لقراء المانغا وفيها الكثير من التلميحات الجديدة، الافتتاحية كانت مذهلة كغناء ولكن تحريكها واللوحات فيها سيئة لدرجة لا توصف، ناهيك عن تضمنها لكثير من الأشياء التي لا طائل لها -ترجمتها بالمناسبة، وأصبحت الترجمة العربية الرسمية في حساب أنمي لاب على يوتيوب-
ككل:
الموسم الثاني من الأنمي حتماً يستحق المشاهدة بعد مشاهدة الموسم الأول، إن كنت من تعيسي الحظ الذين تركوا الحلقات لتتجمع كي يشاهدوها دفعة واحدة فلدي خبر سيء لك؛ محتوى الحلقات ضخم جداً ولكن لحظة لها أهميتها، ولا أنصحك أبدا بمتابعتها بشكل متواصل كي تحصل على أفضل تجربة من الأنمي.
لا تقلق من حرق الأحداث، الأنمي عبارة عن كلتة من الPlot Twists التي لا تنتهي، لذا إن كان أحد الترولز قد أفسد عليك تجربتك فقط تجاهل الأمر وتابع الانمي وستستمتع به حتماً.
إضافة: إن كنت تبحث عن القصة وتهتم بها فعلاً، عليك حقاً قراءة المانغا، الجزء الثالث قادم في عام 2018 بحسب الاعلان الذي ظهر في الحلقة الأخيرة من الأنمي، ولكن مهما كان هذا الجزء طويلاً سيكون من الصعب عليه تغطية كافة الأحداث الموجودة في المانغا الصادرة حتى اليوم. لذا ما زلت عند رأيي أن الانمي مجرد تريلر مطول للمانغا، وأن من يهتم بالقصة فعلاً فعليه قراءة المانغا من الان.
اقرأ أيضاً: أفضل أنميات 2017 بوجهة نظري
اقرأ أيضاً: مراجعة أنمي Boku No Hero Academia
اقرأ أيضاً: تعرّف على Yutaka Nakamura – أستاذ تحريك المعارك في الأنمي
جزاك الله خيرا على المراجعة الرائعة – في انتظار مراجعة الموسم الثالث
يمكن القطع 100% بأن القائد إيروين سميث هو الشخصية #1 في هذا الأنمي، وتتبعه تماماً هانجي في المرتبة الثانية، ووراءهما أرمين، بينما ليفاي، ايرين، وميكاسا كانوا في آخر التصنيف برأيي… سواء من حيث الفائدة في هذا الموسم، او من حيث اوقات الظهور على الشاشة.
ّ>>> اتفق تماااااااااااااما هنا .. اول مرة اشوف شخص ينظر للأنمي مثلي .. ايروين حرفياً هو الافضل في الانمي أما ايرين وميكاسا وليفاي فهم محبوبين لأولئك الذين ينضرون للأنمي بسطحية .. اولئك الذين يبحون عن الفتى الكول والفتاة الجميلة والبطل القوي .. عموماً انا سعيد لرؤية شخص ينظر للأنمي بالطريقة التي اريد ان اتناقش مع احد بها .. سعيد لمعرفة مدونتك واتمنى لك حقاً المواصلة .. وشأذهب لقراءة بقية المواضيع
دمت بود
شكرا لاهتمامك ^_^ واتمنى ان يعجبك بقية ما في المدونة