علم الإنسان منذ الأزل أن التطور مرتبط بمقدار التضحية التي تُبذل من أجله، فبذل العمال مجهودهم في تشييد المدن، وضحى الملوك والأباطرة بحيوات جنودهم في الحروب مقابل ثروات أكبر. أما تلك الأمنيات العصيّة على التحقق، فبحث الناس عن كينونات غير بشرية كالآلهة والشياطين، ورفعوا لها المذابح علانية بعد أن سوغ لهم غرورهم شرعية ذلك. وهذا ما يناقشه مسلسل “دورور” بحلقاته الأربع والعشرين، الذي يحاول فيها رصد ثنائية المضحّي والمضحّى به ابتداء من بطل المسلسل هياكيمارو ومروراً بجميع الشخصييات التي يجتمع بها في حين يُكتب على المذبح قدر التحطم بتأثير رغبات الناس الباطلة.
يبدأ الأنمي مع دايغو، القائد العسكري الذي سلبت منه المجاعات والأوبئة بعد أن فتكت بطول البلاد وعرضها أحلام الشهرة والقوة التي تاق إليها. فنراه يرفض أي واقع مخالف لآماله ويسميه جحيماً فيسوغ لنفسه انتهاك حرمة معبد بقتل كاهنه والتحالف مع الشياطين متغاضياً عن الثمن. وفي ذات اليوم، تلد زوجة القائد طفلاً تحلُ عليه لعنة الشياطين فيولد مسخاً بلا أطراف أو جلد يكسو لحمه أو حتى عينان وأذنان. يستبشر دايغو بهذا الحدث ويعتبره إشارة لتحقق أمنيته، ثم يعهد إلى خادمة بالتخلص من رضيعه المشوّه.
تتردد الخادمة العجوز في إنهاء حياة الطفل في النهر لتتركه أخيراً في أيدي القدر عندما تضعه في قارب تحمله الماء بعيداً. تغيب الألوان عن بعض الحلقات وتصبح رماديّة لتقص علينا قصة جلاد حاول الإنتحار ليحفظ ما تبقى من إنسانيته ولكنه يفشل في ذلك، وينتهي به المطاف إلى صناعة أطراف صناعيّة من الخشب يرمم بها تشوهات الأموات والأحياء على حد سواء حفظاً لكرامة جردتها الحرب منهم.
يعثر هذا الجلاد/المعالج على الرضيع الذي يفتقر لمعظم أجزاء جسده فيصنع له جسداً ويُكرس نفسه لرعاية ذلك الكائن تشبث بالحياة بالرغم من كل شيء. يكبر الفتى بلا حواس يُدرك بها العالم ونفسه، إلا من قدرته على رؤية شعلة الروح التي تختلف من كائن إلى آخر، مما يمكنه من الاقتراب من جوهر الأشياء التي احتجب ظاهرها عنه. وبعد عدة حوادث مرتبطة بالشياطين، يُدرك أن قتله للشياطين هو الوسيلة الوحيدة لإستراجع أجزاء جسده.
يرافق البطل في رحلته الفتى دورورو، الذي تسكن نفسه إلى لون روحه الصافي، ويلتقيان بطريقهما بالعديد من الشخصيات البشريّة والشيطانية، التي تمثل أشكالاً مختلفة لمعادلة التضحية. ومع كل شيطان يهزمه، يستعيد جزءاً من جسده، فيعكس بذلك اللعنة التي أُزلت عليه وسالباً مدينته من السلام والرخاء الذي منحتهم الشياطين إياه. بالمختصر، ترصد القصة رحلة الوحش إلى الأنسنة، والتي قد تعني أيضاً ولادة الوحش الداخليّ مع اكتمال الشكل الإنساني للبطل.
لماذا لا تكتبون شئ عن cowboy bebop
بالفعل مقال وانمي راااائع مع انو بعد الحلاقات صار رسمها زفت هههههه بس الانمي رهييييب وحماسي وفي كتير تداخلات بالقصص خصوصي الحلقات الاخيرة 🙂
الانمي اكثر من رائع انصح بمتابعته 👍
الانمي اسطوري انصح بمتابعته