الإرتباط بقصص وعوالم خيالية شيء غريب فعلاً. قد تشاهد قصص مختلفة كلّياً تقع في أبعد أرجاء الفضاء مع مخلوقات قد لا تمثّل البشر بأي شكل يوُصف، ولا تزال لديك القدرة على فهم مشاعرهم والإهتمام بما يسعون إليه والإرتباط بهمومهم بكافّة أنواعها. هذا ما يطرح السؤال عن ما الّذي يساعد على بناء عالم خيالي في أساسه لكنّه يرتبط بالمتابع ذاته وما يعيشه. محاولتي للإجابة عن هذا السّؤال سيكون في هذا المقال عن العالم الواسع المعقّد الخاص بأنمي بيستارز.
بيستارز يعتبر -بالنّسبة لي- أحد أذكى الأنميّات الّتي شاهدتها منذ فترة طويلة، بينما يبدو العمل قصّة حب محرّمة فما أن تستمر بالمشاهدة قليلاً ستجد الكثير من النقاط والتفاصيل الدقيقة في بناء العالم والميل إلى توجّه يسعى للتعليق على حالة المجتمع أكثر من مجرد قصة رومانسيّة بسيطة.
هذا النّوع من التحليل يتطلّب الدخول في الكثير من الحرق لأحداث العمل لذلك يعتبر هذا المقال مليئاً بالحرق للأنمي. إذا لم تشاهد العمل بعد فأنصحك به بشدّة كأحد أفضل الأنميّات في سنة 2019.
بداية العمل وبناء التوقّعات
تدور قصّة بيستارز حول مجتمع الحيوانات المتحضّر الّذي ينفصل بشكل أساسي إلى قسمين: آكلات اللحوم وآكلات الأعشاب. هذه المخلوقات تمتلك غرائزها ذاتها لكن مع الوعي البشري وبأجساد تمثّل البشر كذلك ما يعطيها وعي ذاتي وقدرة على كبت غرائزها. يصل المجتمع إلى حالة سلام بين سكّانه ولكنّ هذه الصفات تصنع ميكانيكيّة مثيرة للاهتمام وهي الخطر البايولوجي الّذي يسود آكلات الأعشاب وإمكانيّة تعرّضها لهجوم من آكلات اللحوم. هذا التّوتّر هو أساس عالم بيستارز والأداة الّتي يوظّفها بشكل أساسي ليصنع الدراما الخاصّة به ويتوسّع بها.
ينقل بيستارز هذا التوتّر بأفضل شكل عن طريق بدء العمل كاملاً بقضيّة قتل لأحد التلاميذ في مدرسة ثانويّة تضم كلا الصنفين من الحيوانات. هذه الوسيلة في تقديم العمل كاملاً تضع المتابع بحالة عدم ارتياح جرّاء ما سيتم عرضه في العمل وتقوم بتحضير الأجواء لما سيتم نقاشه فيما بعد.
ما يزيد على هذا هو اختيار الشخصيّة الرئيسيّة على أنّه آكل لحوم ومن نوع الذئاب الفضّية المتوحّشة. هو كذلك شخصيّة تائهة تحاول فهم ما يدور حولها و تشارك في أنشطة اجتماعيّة تضم العديد من آكلات الأعشاب. تحاول الشخصيّة الرئيسيّة كبح رغباتها بشكل دائم لكن في بداية العمل يظهر لنا أوّل حالة لم تستطع بها الشخصيّة التحكّم بنفسها تماماً وهاجمت أرنباً في المدرسة.
ما يجعل هذه البداية ممتازة هو أسلوب بناء هذا التّوتر الضخم وتقديم العديد من النقاط المثيرة للاهتمام حول العالم ليتم مناقشتها فيما بعد. هذا التّوتر غير مبني على مجرد صفات خياليّة في العمل نفسه إنّما مرتبط بصلبه تماماً. ما الّذي يعنيه أن تكبح رغباتك في ظل هذا النسيج الاجتماعي الهش جدّاً وكيف تبدأ حالة واحدة من عدم السيطرة سلسلة من الأفعال المشابهة كنتيجة لها هو ما سيكتشفه العمل فيما بعد.
عالم بيستارز، عالم Houseki no Kuni وعالم البشر
بشكلٍ عام يمكنني تقسيم الأعمال الفنّية من ناحية التوجّه إلى قسمين: قصص تحاول الإرتباط بالمتابع وقصص تحاول أن تكون مهرباً للمتابع (Escapism). بالطبّع هذه التوجّهات تنقسم إلى أساليب كثيرة كذلك لكن بشكل عام يمكننا اتّخاذ هذه النّظرة للتّعليق على بعض صفات هذه الأعمال. القصص الّتي تسعى لأن تكون مهرباً للمتابع تملأ عالمها بالكثير من الصفات الخياليّة وتقوم ببناء البطل من شخص بسيط في رحلته ليكون الشخص المختار (مثلاً Gurren lagann أو حتّى Harry potter).
ما ستجده في القصص الّتي تسعى للارتباط بالمتابع مختلف قليلاً، فهذه القصص تميل إلى كونها واقعيّة أكثر مع بيئة مبسّطة وشخصيّاتٍ تائهة في مشاكلها الشخصيّة مع معالجة هذه المشاكل من العمل (مثلاً Welcome to the NHK و March comes in like a lion). لكن ما ستجده كذلك هو بعض الأعمال الّتي تستخدم صفاتً خياليّة بشكل كبير لتقوم بالمهمّة ذاتها.
على سبيل المثال في عمل آخر للاستديو ذاته الّذي أنتج بيستارز Houseki no Kuni، تدور القصّة حول عالم مستقبلي غريب تماماً يحتوي على شخصيّات مكوّنة من جواهر مختلفة الأنواع. لكنّ العمل يركّز بشكل مقصود على صفات هذه الشخصيّات بشكل نفساني حيث يقوم بتجريدها من رغبتها بالأكل والشرب وممارسة الجنس والإنجاب (وبالتّالي عدم وجود فكرة ذكر وأنثى في العالم كاملاً). بقيامه بهذا الشيء فالعمل ابتعد بشكلٍ كبيرٍ عمّا نهتم به نحن البشر وما يجعلنا نرتبط بالقصص على صعيد شخصي، لكنّه استفاد من هذا بترك كل مُشاهد ليسقط نظرته الشخصيّة على العالم نفسه واتّجه العمل لنقاش أشياء أخرى مثل النضوج والضياع النفساني بعدم وجود هدف في الحياة.
ما يقوم به بيستارز هو المعاكس التام لكنّه يصل للنتيجة نفسها بالكثير من الأحيان. بيستارز يحاكي عالم الحيوانات، أي عالم الغرائز والبدائيّة وفكرة المجموعات. بفعله لهذا فهو يشحن شخصيّاته بدوافع ومشاكل تتجاوز ما نمر به نحن في حياتنا وينقل هذا التّوتّر لنا. هنا يبتعد العمل عن رغباتنا كبشر لكنّه يترك لنا فرصة إسقاط مشاكلنا على غرائز وصفات الحيوانات ذاتها ويدفع بها للحد الأقصى ليناقش أشياء يصعب القيام بها بمجتمع البشر ذاته.
هذه الوسيلة في إسقاط مشاكلنا على عوالم خياليّة تقوم بها الأعمال الفنيّة بشكل كثيف. مثلاً في أعمال الشونين تستطيع النّظر إلى القوى الرّوحية المستخدمة بكثرة على كونها مجرد قدرتنا على اتّخاذ القرارات في قدر إمكانيّاتنا في مجتمعنا الحالي. لكنّ جعل هذه الفكرة أساساً لعملك واستخدامها لمعالجة القضايا المصاحبة هو ما يجعل بيستارز (وكذلك هوسيكي نو كوني) شيئاً مميزاً بحق.
الإسقاطات في عالم بيستارز
كما ذكرت في الفقرة السّابقة يقوم بيستارز بإسقاط العديد من القضايا في مجتمعنا على مجتمع الحيوانات ليتسنّى له فرصة معالجتها بطريقة أفضل مقارنة بمجتمع البشر. المشكلة ليست في انعدام امكانيّة تصوير هذه المشاكل بطريقة بشريّة بل صعوبة جعلها مقبولة للمتابعة وكذلك روايتها بطريقة متفرّدة لهوية العمل نفسه.
مثلاً ما تمارسه الشخصيّة الرئيسيّة هارو في المدرسة كشخصيّة قاصرة بدور العاهرة هو شيء يصعب جداً تصويره على شكل بشري لانّه سيبعد الكثير من المشاهدين عن العمل بكل تأكيد. ما يحاول العمل معالجته هو فكرة تقبّل الذّات والقيمة الذاتيّة لهذه الشخصيّة التي تعتبر في أدنى طبقات المجتمع من ناحية بايولوجيّة (الهرم الغذائي).
كذلك فاشتهاء اللحم من آكلات اللحوم هو إسقاط للشهوة الجنسية وصعوبة التحكم بها على العديد من المستويات. يُظهر بيستارز بالذات صعوبة التعامل مع الغرائز وكونها تجعل المجتمع بشكلٍ أو بآخر غير مستقر وعلى حفّة الدمار. إضافة السّوق السوداء للحم كانت كذلك أحد أكثر الأفكار المثيرة للاهتمام بالعمل وتحاكي ربّما سوق المخدرات الممنوعة في بعض البلدان حيث يكون الحصول على المواد الادمانيّة نفسه لا يسبب أذى مباشر لشخص آخر لكنّه ممنوع قانونياً. المثير للاهتمام أنّ هذه السّوق السوداء هي ما تسبب حالة الاستقرار في عالم البالغين خارج المدارس. الحيوانات لا تكبح رغباتها بل تحصل عليها بشكل غير قانوني وغير مؤذي.
هناك الكثير مما يناقشه العمل بهذا القسم والقابل للتفسير بطرق كثيرة وعلى مستويات مختلفة. سأكتفي حاليّاً بما ذكرته وأنتقل إلى نقطة أوسع.
بيستارز ورفض التّفكير النّمطي
أحد تلك الأشياء الّتي يقف بيستارز ضدها بشكل مباشر هو التّفكير النّمطي اتّجاه المخلوقات الأخرى حولك بناءً على مظاهرها. في عالم غير متّزن مثل هذا حيث توجد العديد من الأصناف والعروق من المخلوقات المختلفة الّتي تحاول العيش بانسجام فإطلاق الأحكام العامّة عليها وتجريدها من كل صفاتها الشّخصيّة مع إرجاعها إلى صفة المجموعة الّتي تنتمي إليها سيجعلك تعيد التّفكير كثيراً خلال متابعة العمل.
في بداية العمل عند تقديمنا للشخصية الرّئيسية ليغوسي نشاهده وهو أحمر العينين يحاول افتراس أرنب مسكين. بعدها نمر على مشهد لأحد آكلات اللحوم وهو يهاجم ويفترس ماعزاً بريئاً، ثمّ نشاهد ماعزاً آخر يمر على ليغوسي في الليل ليعتقد أنّه سيأكله بدون أي سبب سوى كونه ذئباً فضّيّاً مخيفاً. لكن المفاجئة هي أنّه شخص مسالم بقدر ما يستطيع وأكثر آكلات اللحوم الّذين نتعرّف عليهم انضباطاً. شخص ليس طمّاعاً بل تائه في حياته كمراهق طبيعي.
الأمر ذاته ينطبق على شخصيّة هارو، الأرنبة البيضاء البريئة الأضعف في الهرم الغذائية. بعد أن تعرّضها للهجوم من ليغوسي نظنّ أنهّا ستبقى لتلعب دور الضحيّة لكنّها تظهر على أنّها ليست أبداً بالبراءة الظّاهر وهي تمارس الجّنس في المدرسة مع كل ذكر تمرّ به. بالطّبع لكل هذا سبب منطقي مفهوم لكنّه يعاكس مظهرها وتقديمها تماماً.
لويس الطّالب الأشهر في المدرسة والقدوة العليا للكثير من الطلّاب، الشّخص الّذي مثّل إمكانيّات آكلات الأعشاب للصعود في المجتمع للأعلى وبذلك يفترض أن يكون الأكثر مثاليّة وتسامح. يتّضح بعد بضعة حلقات أنّه ذاته يتمنّى أن يكون آكل لحوم وأكثر ما يكرهه هو المخلوقات الضّعيفة، لذلك فهو يكره نفسه لضعفه ويكره آكلات الأعشاب لضعفها ويكره آكلات اللحوم لحقيقة أنّهم يخفون قوّتهم الحقيقيّة (الشّيء الّذي يتمنّاه فعليّاً) ويتنازلون عن إمكانيّاتهم.
العمدة من فصيلة الأسود لكنّه موثوق من معظم البالغين بحكم كونه عمدة وهو الشّخص الّذي يشارك في فعاليات المدينة والمدرسة كذلك. بعد عملية خطف هارو من عصابة إجراميّة يتّضح لنا أنّه شخص فاسد مستعد لابتزاز أحد الطلّاب كي لا يكشف ما حصل مع هارو ويتحدّث عن تضحياته الشّخصيّة ليصل إلى موقع العمدة وهو ما يشمل تغيير مظهره والتخلّي عن أسنانه ليتحوّل إلى شيء مشابه بالصورة المثالية للشخص المسؤول الّذي يجمع اللّطف بمظهره والقوّة بصنفه.
والأمر يستمر مع الكثير من الشخصيّات الأساسيّة في العمل. النقطة ليست مجرّد “لا تحكم على الكتاب من غلافه” بل هنا تظهر أحد أقوى نقاط العمل في قدرته على توظيف هذا المجتمع المختلف عن البشر بكثرة أصناف المخلوقات ليوضّح سوء التّنميط وضمّ الفرد إلى مجموعته والحكم عليهم سويّاً وكأنهم جميعاً نفس المخلوق (ومن هذا يتحوّل الموضوع تدريجيّاً إلى العنصريّة). كل شخص يمر بمعاناته الشخصيّة في المجتمع ويستحق أن يُنظر إليه كشخص جديد لديه آراءه الشخصيّة ودوافعه (مع حقيقة وجود الإختلافات البايولوجيّة بالتّأكيد).
ليغوسي والنضوج
أحد أنماط الشخصيّات المفضّلة لدي هي تلك الّتي ترتكز على الشخصيّة الرئيسيّة التّائهة. الشخصيّة الّتي لا تدري بالذّات كيف يعمل المجتمع فتنظر له نظرة تحليليّة مبسّطة وتحاول أن تفهم أين موقعها منه بالذّات. يمكنك النّظر على سبيل المثال إلى موب من موب سايكو 100، شخصيّة عقدتها الكاملة تدور حول فهم الأجواء الاجتماعيّة حوله والوصول إلى تفاهم مع الشّخص الّذي يهتم به. نتيجةً لهذا ستجد الكثير من الأفعال الّتي قد تعتبرها غبية أو واضحة بالنّسبة لك (في حال لم تعاني من نفس العقدة لدى الشخصيّة) لكنّها تعتبر قضيّة كبيرة بالنسبة له خصوصاً في مرحلة المراهقة.
الأمر بذاته ينطبق على ليغوسي وهذا ما يجعله شخصيّتي المفضلّة في العمل. ليغوسي ذئب فضّي لكنّه قبل كل هذا مراهق تائه في المدرسة الثّانويّة. في بداية العمل عندما يستجيب لأوّل مرة لغرائزه تدخل فوضى كبيرة في حياته، فهو لم يفكّر سابقاً بحقيقة كونه شخص خطر فيزيائيّاً. هذا توافق كذلك مع دخول هذه الفتاة الغريبة إلى حياته وشعوره بالإهتمام بها. لذلك أوّل جملة تُقال في أوّل مشهد من الحلقة الأولى:
في تلك اللّحظة قابلت فجأةً .. أرنبة صغيرة وكذلك غرائزي الحيوانيّة
الكثير ممّا يعرضه العمل هو انعكاسات ليغوسي الداخليّة والكثير منها يكون مجرّد لحظة صمت وهي تنقل ما يفكر به بشكلٍ ممتاز. ليغوسي لا يفهم تماماً كيف يتفاعل في بيئته المدرسيّة فيستمر بكونه الشّخص الصّامت المخيف بالنّسبة لغيره وهو ما يجعل التفاعل معه سواء من مَن يريد الخير أو الشر له صعب جداً فينتهي الأمر بالكثيرين بتجنّبه. لكنّ الصراع الحقيقي بالنّسبة لليغوسي هو مع نفسه، فهو يتعذّب من مبادئه وأكثر ما يجعله منزعجّاً هو حقيقة أنّ أفكاره اللّحظيّة لا تطابق ما يريد أن يكون عليه. هو شخص يسعى دائماً للمثاليّة في صراع مع طبيعته البايولوجيّة وغرائزه. هذا هو المحرّك الحقيقي لقصّة بيستارز المنعكس بشكل قوي في الشّخصيّة الرئيسيّة: لا تكن نفسك بل اسعى لأن تكون ما تريده.
الامر ليس بهذه البساطة فالموضوع يتعقّد كثيراً مع هارو. علاقة ليغوسي بهارو صعبة التفسير لانها بالنّهاية قصّة حب بين مراهقين وهي نوعيّة العلاقات الّتي تتّسم بالعشوائيّة وصعوبة الفهم بين الطّرفين. بالطّبع ما ذكرته سابقاً بالمقال هو ما يجعلها شيئاً قويّاً لأنها تخفي كل هذه الأنواع من التعقيدات المختلفة سواء بحقيقية كونهم من صنف مختلف أو بشخصيّة ليغوسي أو بما تقوم به هارو في المدرسة. هذا ما يجعل العلاقة ذاتها مثيرة للاهتمام كثيراً بالنّظر لهذه المواضيع جميعها، فهي علاقة غير متّزنة (بشكل إيجابي) وتدفع الشخصيّات والعالم إلى الأمام.
تستمر شخصيّة ليغوسي في التطور في العمل في عمليّة نضوج دائمة، بين محاولة فهمه لمكانه في المجتمع أو مشاعره اتجاه هارو أو حتى قراره بما سيفعل اتجاه غرائزه الحيوانيّة. جميعها عناصر تبني شخصيّته بشكل دائم وستحصل على العديد من اللحظات الّتي تمثّل تحوّل ارتباكه اتجاه قضيّة ما إلى عزيمة مثل استعارة الخنفساء الّتي كان يربّيها وموتها خلال مواجهته لرئيس المنظّمة والّتي تمثّل نضوجه:
هارو وعقدة الضّعف
شخصيّة هارو، بالرغم من كره العديد من المتابعين لها، هي شخصيّة مفهومة تماماً ومن الممكن حتّى التعاطف معها. قد تنظر لها على أنّها مجرّد عاهرة لكنّها تلعب دوراً مختلفاً هنا. من منظور مخلوق يعتبر ضعيفاً حتّى في صنفه الّذي يعتبر الأضعف في السلسلة الغذائيّة فقد عاشت حياتها كاملةً تخاف وتهرب من كلِّ من حولها، أضف إلى هذا تعرّضها للمضايقة من أرانب أخرى حتّى فستجد العديد من العوامل النفسية الّتي تدفعها للبحث عن بديل كوسيلة دفاع ذاتيّة لها. هنا يلعب الجّنس دوراً كبيراً خصوصا في مرحلة المراهقة.
الأمر لا يتوقّف عند نقطة الدّفاع الذّاتي فهي تكره كونها غير مهمّة أو مفيدة لأحد، تكره فكرة الشّفقة من الطرف الآخر ولذلك تلجأ لمجالٍ يبيّن قيمتها كأنثى ويجعلها تحس بأنّها مهمّة لشخصٍ ما. هذا ما يرفع علاقتها بليغوسي ليجعلها تدرك قيمتها الذّاتيّة وما تريد الوصول إليه لتتغيّر شخصيّتها كذلك بشكلٍ قوي في المعركة مع رئيس المنظّمة الإجراميّة.
هنا نصل إلى نهاية المقال. ما يعجبني حقّاً في بيستارز ليس شيء واحد معيّن بل كيف تتفاعل جوانبه المختلفة مع بعضها وبشكل هرمي إلى أن تصل إلى العلاقة الّتي تشاهدها في حلقات العمل. لم يتم معالجة كل المواضيع الّتي تم طرحها للآن لكنّي بانتظار الموسم الثّاني لهذا السبب. أعطينا رأيك الشّخصي بالعمل في التّعليقات وشكرا لقراءتك.
بصراحة كنت من اكثر المتحمسين عندما سمعت بصدور انمي لهذه المانغا الرائعة,لكنني اكره CGI بشدةفلذلك لم اقم بمتابعته,لكن بعد ردود الأفعال الايجابية الكثيرة شعرت أنني ربما فوت متعة كبيرة؛ بسبب بعض الثوابت الغريبة التي لدي,فسؤال ل ماهر هل الCGI في هذا الانمي لا يسبب مشكلة كبيرة؟
السي جي في بيستارز يعتبر من أفضل ما شاهدت بهالمجال. الأنمي من إنتاج استديو Orange وهو أفضل استديو لانتاج السي جي بالصناعة حاليا (عمل على Houseki no kuni).
لي مقال آخر عن بيستارز وإنتاجه بإذن الله بس لو مشكلتك معه هو تخوّفك من إنتاجه اقدر اضمنلك انه ممتاز من هالناحية.
خلاص راح أحضر اول حلقة و أقيم و شكرا على المجهودات الجبارة التي يقوم بها طاقم الموقع
أعتقد أني من الأشخاص الذين لم يستطيعوا ربط شخصيات بيستارز بإنعكاساتها في الواقع الذي نعيشه لأقول الحق أشعر بالغيرة نوعاً ما بوصولك لذلك الإستنتاج بينما أنا انقدت عدم وجوده أعتقد أنه المشاهدة الأسبوعية لهذا النوع من الأعمال غير مناسبة لأولئك الذي ينشغلون مثلي بالدوام الجامعي اليومي والتركيز على أكثر من أمر معين ، في رأيي لو أردنا تناول الموضوع بشكل منطقي فالتعايش الحقيقي ما بين اللواحم والعواشب هو في إطار الفريسة والمفترس لأنه هذا هو النظام الذي خلق الله هذه الكائنات الحية ، فعلى كل حال بيستارز يظل فكرة خيالية يراد بها إيصال قيم ومشاكل البشر كأفراد بطريقة فذة وجديدة.
في رأيي كان في خيارات ثانية غير اعتماد الجنس كوسيلة دفاعية من قبل هارو في محاولة منها لتبقل ذاتها ، ربما لا أستطيع نفي تواجد هذا النوع من التصرفات لكن شخصياً لا أحبذ استخدامه كونه خادش للحياء ودنيئ جداً.
أنا كنت مؤمن بتواجد تناقض بين ما تحاول الشخصية عرضه وما يحاول الكاتب إيصاله للمتابه بالتقليل من تأثير الجانب الحيواني للشخصية وسيطرة الجانب البشري عليه ما يوققعه في شرك التناقض ، لكن مقالك ساعدني بإستدراك ذاك التناقض وإندام تواجده أصلاً فشكراً لك.
بالنسبة لهوسيكي وبيستارز وتشابهم في التوجه القصصي فنعم جداً متشابهين وراح تلاحظ إنه هوسيكي يسلك مسار قصصي أكثر حدة وسوداوية قريب لعبارة THE GREATER GOOD من الصعب في هوسيكي إنك تجد شيء يربط بينك وبين شخصياته إلا أنه يصنع نوع من الجذب تجاه شخصياته في محاولة من المشاهد لفهم كيف تعيش حياتها وكيف تقرر مصيرها كونهم يظلون أحد بقايا البشر الغابرين.
العفو، اقدر اتفهّم عدم تقبّل العمل من بعض المتابعين لأسباب متعلقة بمجتمع الحيوانات أو جرأته بالعرض بس شخصيّاً أشوفها نقاط قوته مثل ما شرحت بالمقال.
يسعدني أن المقال أعجبك. لي مقال ثاني عن إنتاج العمل إن شاء الله عندما اتفرّغ للكتابة قريباً.
من اجمل المقالات التي حللت وتحدثت عن انمي بستارز ، اعطاني رؤية مختلفة للعمل الذي شاهدته ، شكرا جدا لك