شاهدت الكثير من الأنميات السيئة في السنوات الماضية، وعندما أقول سيئة فلست أتحدث عن مستوى السوء الذي تقدمه أنميات مثل ناروتو وفيت ستاي نايت، بل أتحدث عن مستوى سورد آرت أونلاين وميراي نيكي وأوساما غيم، لكن على قمة هذا الهرم من الكتابة السيئة وبناء القصص الكارثي والكليشيهات المثيرة للغثيان أكثر من خلط المتة بالحليب، يتربع أ*** أنمي في العقد الماضي بلا منازع: أكامي غا كيل.
أكامي غا كيل ليس فقط مجرد أنمي سينين فشل فشلاً ذريعاً في دفعي للتعامل معه بجدية، بل هو في الواقع ورغم تصنيفه العمري +17، ليس سوى أنمي شونين يحاول أن يكون سينين بقتل الشخصيات وسفح الدماء في كل مكان، دون أن يتخلص من أي من الكليشيهات الشونينية التقليدية والمملة، تلك التي تُفضل مشاهدة مضاجعة الحلزونات على مشاهدة الأنمي وهو يتقيؤها في وجهك.
في الواقع قد أحتاج أكثر من 5,000 كلمة لأسرد كل المشاكل الكتابية والقصصية التي أجدها في أكامي غا كيل، لكن وبما أن وقتي ووقتكم لا يسمح بذلك، سأحاول الاختصار قدر الإمكان في تلخيص المشاكل الرئيسية التي تعتري بناء القصة وعالم الأنمي بالمجمل، وبعض التفاصيل الأخرى.
قبل الدخول في المحاور الرئيسية لمشاكل كتلة القمامة المذكورة آنفاً، سأروي قصة شخصية صغيرة لكم:
في عام 2016 كنت لا زلت أعيش في سوريا المنكوبة على كل الأصعدة، وكانت سرعة الإنترنت لدي في المنزل 512 كيلوبت (نعم ما قرأته للتو صحيح، ليس ميغابت بل كيلوبت)، وبسبب اقتراح لشخص لا أعرف عنه شيئاً في أحد مجموعات الأنمي على فيسبوك قررت تحميل أكامي غا كيل لمشاهدته بعد كم المدائح والموشحات الأندلسية التي قرأتها عنه، وبالفعل استغرق مني الأمر يومين كاملين لتحميل الأنمي (نعم كان مقرصناً، عاركني)، لأواجه الحقيقة المرة: “لقد تخوزقنا” (تحية لمترجمي الأنمي العرب). الجهد الذي يستغرقه تحميل أنمي في سوريا أجبرني على متابعة أنمي أردت رميه على قائمة Drop منذ الحلقة الأولى، وبهذا اضطررت لمشاهدة أ*** أنمي في العقد وأكثر أنمي أوفرريتد خلال آخر 4 قرون، إذ أنه وبكل إنصاف وجدية يستحق تقييماً لا يتجاوز 3 من 10 بأفضل الأحوال.
بناء العالم: مرحباً أنا من القرية
في جميع القصص وليس فقط قصص الأنمي فإن بناء عالم القصة والجغرافيا والحيز الزماني والمكاني الذين تدور خلالهما القصة يعتبر عاملاً مهماً جداً في جعل القصة جيدة، في بعض الأحيان يعمل الكاتب على بناء عالم قريب قدر الإمكان من الحقيقة أو من بيئة المكان الحقيقي الذي يحاول تمثيله في قصته، أو قد يكون الهدف بناء عالم خيالي وفانتازي قدر الإمكان بتفاصيل خيالية تجعل هذا العالم وجوداً حقيقياً في ذهن القارئ أو المشاهد في حالة الأنمي، وهذا العمل يتطلب قدراً كبيراً من الجهد والجودة لجعل عالم القصة مكاناً يستطيع المتابع فيه معرفة ما يحصل بالضبط وأين يحصل تماماً… لكن ليس في أكامي غا كيل.
أنمي أكامي غا كيل يطلب منك بكل بساطة أن تدع لعابك يسيل على جانب فمك و (تؤمن) بما سيقدمه لك الكاتب من ناحية بناء عالم القصة كالتالي:
لدينا ثلاثة مواقع تصوير (هاها)، القرية، نعم لست أمزح الكاتب سماها الـ “قرية”، والعاصمة الإمبراطورية، لست أمزح مرة أخرى، و… الإقليم المتجمد الشمالي.
أكامي غا كيل يستغبي المشاهد والقارئ وأي شخص يقيم معه في المنزل بأغبى بناء عالم شاهدته في أنمي بدون مبالغة، من الحلقة الأولى يصدع البطل تاتسومي رؤوسنا بأنه قادم من الـ “قرية”، ليبحث عن المجد والمال في الـ “عاصمة الإمبراطورية” ليعين الفقراء في قريته التي لا نعلم مكانها، أو بعدها عن العاصمة، أو أي تفصيل يمكننا من فهم المسافات والأبعاد والحدود في هذا العالم العجيب.
ببساطة شديدة ومستفزة، يطالب أكامي غا كيل مشاهده بالتعامل مع عالم القصة وكأنه مجرد سيتكوم غبي فيه مواقع لا نعلم شيئاً عنها، أو عن اي ارتباط بينها، والتسليم بكل ذلك دون معرفة أي خلفية أو تفاصيل وراء تلك المواقع ضمن عالم القصة، كل ما نعلمه أن قرية تاتسومي فقيرة وباردة، وأن العاصمة الإمبراطورية -يا الله سأطلق النار على نفسي لو كررت كتابتها مرة أخرى- مدينة فاسدة ونسخة قديمة سخيفة من غوثام سيتي، والإقليم الشمالي… هذا لا نعلم عنه شيئاً سوى فلاشباك سريع في وقت لاحق من الأنمي.
الأنمي لا يبذل أي جهد في تقديم رواية متماسكة للعالم الذي تدور فيه الأحداث، عن الأماكن وخلفيتها وكيف وصلت إلى ما هي عليه، ولا عن الارتباط بينها واتساع هذا العالم، بكل بساطة القصة تدور في موقعين تقريباً باستثناء بعض الأحداث الجانبية التي تجري في غابات وجبال مبتذلة لا نعلم عنها شيئاً كذلك، أحداث أكامي غا كيل تدور في العاصمة الغنية الفاسدة الحقيرة، تلك المدينة المسؤولة عن عذاب المساكين المقيمين في “القرية” التي يأتي منها بطل القصة. في الحقيقة فإن طلاب المدرسة الإعدادية يستطيعون بذل جهد أكبر في بناء عالم لقصتهم التي يكتبوها في حصص التعبير.
لن أطيل أكثر في هذا الجانب لكن هنا فقط يحضرني مشهد إعدام تاتسومي في الحلقة 21 والذي يجري في “استاد” شبيه بالمدرجات الرومانية، المشاهد حرفياً لا يعلم شيئاً عن مكان الإعدام وبعده أو قربه عن العاصمة أو مقر فرقة “النايت ريد”، بل يقدم لقطة واسعة مضحكة لاستاد بين غابات يمكن أن يكون في أي أنمي آخر في أغبى استخدام للقطات عادة ما تستعمل لتوضيح معالم الأماكن للمشاهد.
الطامة الكبرى: الشخصيات
على مدى حلقاته الأربع والعشرين يحاول أكامي غا كيل بعناء شديد أن يرسم صورة رمادية لشخصياته من الناحية الأخلاقية والقيمية كذلك، فهو يلعب على وتر الخير والشر النسبيين، ففي مقابل الأبطال في فرقة “نايت ريد” والذين يقتلون تحت راية العدالة ومحاربة الظلم، توجد فرقة “ييغرز” التي تقودها السادية المعتوهة إيسديث والتي يمتلك أعضاؤها كذلك قصصهم وخلفياتهم الإنسانية التي تحاول جعل المشاهد يتعاطف معهم خلال الأحداث.
هذا التعاطف أو الارتباط الذي يحاول الأنمي صنعه بين المشاهد والشخصيات كان من الممكن تحقيقه لولا الكتابة الطفولية الكارثية التي تجعل شخصيات الأنمي أكثر تسطيحاً من الورق الذي رسمت عليه.
جميع شخصيات الأنمي خصوصاً فرقتي “نايت ريد” و “ييغر” تبدو كالتليتابيز بلون واحد لكل منها وصفة أحادية مبتذلة ولحظات كوميدية خارج السياق وبحوارات وسرديات قريبة من التخلف العقلي، ناتسومي تحديداً يتصدر قائمتي الشخصية لأسوأ ابطال الأنمي على مر تاريخ الصناعة.
لتوضيح الجريمة التي يرتكبها اكامي غا كيل في العمل على الشخصيات وخصوصاً محاولاته البائسة لتصنع الشخصيات الرمادية، سأركز على شخصيتين: إيسديث، وسيريو.
بداية مع إيسديث، الشخصية التي يمهد لها الأنمي من البداية على أنها قاتلة دموية بلا رحمة، ويستعرض صفاتها السادية والعنيفة والمتوحشة بأسلوب مبتذل ومضحك في بعض الأحيان، لا مشكلة في محاولة صنع شخصية سادية وقاتلة في قصة كهذه، المشكلة تكمن في الطريقة التي عالج بها الأنمي الشخصية في محاولة لجعلها أكثر إنسانية عبر علاقة الحب التي تربطها بتاتسومي.
في محاولة مستمرة من الأنمي لأنسنة شخصية إيسديث، يقدم أكامي غا كيل جرعات متعبة جداً من الرومانسية السخيفة التي لا تتسق بأي شكل مع صفات شخصية إيسديث، عدا عن بعض اللحظات الكوميدية المبتذلة مع تاتسومي والكثير من الفان سيرفس السخيف والخارج عن أي سياق.
هذا التحول الغريب للشخصية يجعل المشاهد يشعر وكأنه أمام شخصيتين مختلفتين تماماً، اختلاف كارثي قائم على السردية السخيفة بأنك “شخص آخر مع من تُحب”، ويقدم شخصية إيسديث ببعدين مسطحين بدون أي عمل حقيقي في تطوير الشخصية نهائياً، هناك إيسديث السادية القاتلة، وإيسديث العاشقة، وما بينهما حيرة المشاهد من الرداءة التي تُعرض أمامه.
لننتقل إلى سيريو الشرطية المطيعة المنفذة للأوامر، من الخارج تبدو سيريو قريبة نوعاً ما من شخصية إيسديث، فهي في قمة اللطف والحب مع من تعتبرهم أصدقاء وحلفاء، ووحش قاتل في مواجهة من تعتبره مجرمين خارجين عن السلطة، لكن الوضع في شخصية سيريو أسوأ بكثير.
الأنميات التي تقدم شخصيات المقاتلين لا تعد ولا تحصى، والكثير منها يعمل على شخصيات بازدواجية كبيرة ما بين الشخصية التي تقف في ساحة القتال وتلوث يديها بدم أعدائها، وما بين الشخصية التي تعيش في حياة يومية مثل الجميع، مثال جيد جداً على الكتابة الممتازة لهذا النوع من الشخصيات هي شخصيات فرقة الصقر أرك العصر الذهبي في أنمي ومانغا بيرزرك.
لكن في حالة سيريو فإن الأنمي يرسم شخصيتين مختلفتين بشكل لا يُمكن أن يجتمع في شخص واحد، سيريو تنتقل من فتاة لطيفة مطيعة للأوامر إلى سايكو باث مختلة عقلياً خلال ثوان فقط، كمية العنف والقتل والوحشية التي تنطوي عليها شخصية سيريو تجعلها غير قابلة للتصديق أو التعاطف أو حتى الكره بأي شكل، هي شخصية لا يُمكن وجودها، وما يجعلها أسوأ من شخصية إيسديث من ناحية بنائها هو تناقض صفاتها بشكل جذري تماماً.
أتفهم الميل سواء لدى الكاتب أو المشاهد نحو الشخصيات “المزدوجة” إذا صح التعبير، والعمل على فكرة تبدل صفات الإنسان الذي يخوض المعارك، لكن نموذج العته في شخصية سيريو كان من أسوأ تطبيقات هذه الفكرة التي شاهدتها في أنمي على الإطلاق.
بعيداً عن إيسديث وسيريو، فإن جميع شخصيات فرقة نايت ريد و ييغرز على حد سواء هي شخصيات سيئة الكتابة والبناء وبدون أي تطور يذكر، شخصيات بصفات أحادية وقصص خلفية سريعة ومشتتة ودوافع لا منطقية ومبتذلة، ومن بين كل تلك الشخصيات يتربع تاتسومي على عرش الشخصية الأسخف والأسوأ.
لن أتحدث عن تفاصيل شخصية تاتسومي الغير موجودة أصلاً، تاتسومي يبدو في بعض الأحيان كشخصية شونين تقليدية، بشعارات جوفاء ومثل عليا والكثير من الصراخ والإخلال بموازين القوى بالإرادة القوية، وفي أحيان أخرى يبدو كشخصية أنمي إيسيكاي هاريم سخيف، وما بين هذا وذاك وصلات من الكوميديا التي تثير الغثيان.
هنا أتذكر لقطة من الحلقة الأولى بعد أن يعثر تاتسومي على صديقيه من القرية وينتقم لمقتلهما تحت التعذيب لدى الأسرة السادية، وخلال ثوان ينتقل تاتسومي من الحزن على أصدقائه إلى وصلة كوميديا سخيفة بصحبة ليوني وأكامي، هذه اللقطة تلخص الكثير من كوارث أكامي غا كيل.
ومات المشاهدون جميعاً
لو سألت أي شخص شاهد أكامي غا كيل أن يلخص الأنمي بكلمتين فغالباً سيقول “مات الجميع”. لا مشكلة في موت الجميع أو في عدم موت أحد طالما كانت تلك النتيجة تخدم القصة وتقدم رواية متماسكة للمشاهد تجعله يخرج بتجربة جيدة من الأنمي، لكن أكامي غا كيل يستعمل القتل كأداة لمحاولة إبهار المشاهد والتغطية على العيوب الكبيرة في كل الجوانب الأخرى (وينجح في هذا الجانب سأتطرق لذلك في نهاية المقال).
تقريباً هناك نمط لمقتل الشخصيات في أكامي غا كيل، لدينا شخصية ما، الأنمي لن يعمل على تطويرها بأي شكل وبناء أي ارتباط عاطفي بينها وبين المشاهد، ومن ثم قبل مقتلها بقليل يعرض لنا مشاهد من ماضيها الحزين الكسير لاختلاق مبررات لتصرفات وصفات الشخصية، وبعد ذلك تموت الشخصية بمختلف الطرق البشعة في أكامي غا كيل. أحد الشخصيات لم تتجاوز المدة ما بين الفلاشباك ومقتلها أكثر من خمس دقائق. أكامي غا كيل ينتظر منك أن تذرف الدموع على شخصيات فشل فشلاً ذريعاً في تكوينها وتطويرها وجعلها قادرة على إثارة أي استجابة لدى المشاهد سوى الضحك.
بخصوص الأسلحة الإمبارطورية “تيغو” التي يمتلكها أبطال الفرقتين المتناحرتين، يضع الأنمي في شرحه الطفولي لهذه الأسلحة قاعدة فريدة من نوعها، في حال التقى حاملان للتيغو في معركة فلا بد أن يكون الموت مصير أحدهما. أكامي غا كيل يتخذ أسهل الطرق لإنهاء المعارك والسير بسرعة نحو نهاية القصة بوضع شرط مقتل شخصية ما في كل معركة وكأننا في بطولة مورتال كومبات. دون نسيان التخلف العقلي الذي يدفع كل حامل تيغو لشرح ميزات وعيوب سلاحه للخصم وكأننا في ناروتو ونشرح تقنيات النينجتسو الخاصة بنا.
قتل الشخصيات والذي يعتبر بلا شك السمة الأبرز في أكامي غا كيل، كان واحداً من أفشل الجوانب والأدوات بكل تأكيد، ويترك المشاهد أمام انزعاج كبير من الرداءة والاستخفاف الذي تواجه به القصة مشاهديها.
كيف تنجح الرداءة؟
رغم كل ما ذكرته سابقاً فإن الأرقام تشير إلى أن أكامي غا كيل يحتل المرتبة 25 في تصنيف MyAnimeList للأنميات الأكثر شعبية في العالم، ويبلغ تقييم الأنمي 7.58 من عشرة. إذاً ما الذي يجعل عملاً رديئاً كهذا ينال هذه الشعبية الكبيرة التي لا يُمكن إنكارها؟
باعتقادي فإن شعبية أكامي غا كيل تعود لثلاثة أسباب رئيسية:
السبب الأول هو العنف الكبير الذي تتسم به أحداث الأنمي، وهذا العنف يصب في مصلحة السردية المكررة بأن الأنمي ليس للأطفال، هذه المعركة الدون كيشوتية التي يخوضها محبو الأنمي بلا سبب مقنع، وفي محاولة لإثبات هذه النقطة لمن لا يعلمون شيئاً عن الأنمي، يلجؤون في الكثير من الأحيان إلى أنميات رديئة ومليئة بالعنف والدموية مثل طوكيو غول (المانغا ممتازة رجاء لا تقتلوني)، وبلود سي، وميراي نيكي، وبالطبع أكامي غا كيل.
ثاني هذه الأسباب هو الانطباع الذي يمتلكه البعض بأن مقتل الكثير من الشخصيات الرئيسية في أي أنمي هو دليل على تميز القصة و “نضجها” من باب أنه “ليس هناك شخصية في مأمن” ولعل بعض انطباعات محبي أنمي هجوم العمالقة خير مثال على ذلك. هذا الانطباع يتجاهل تماماً أن الموت هو أداة في القصص كما أي أداة أخرى، وأن حجم الموت كماً أو كيفاً لا علاقة له بجودتها، ومن هنا يعمل مثل هذا الانطباع على ربط مقتل معظم الشخصيات الرئيسية في أكامي غا كيل بنضج القصة وابتعادها عن التقليدي، وهذا ما قصدته عندما ذكرت سابقاً أن أكامي غا كيل ينجح في استخدام القتل لإبعاد نظر بعض المشاهدين عن الكوارث التي تحصل في القصة.
السبب الأخير والذي نعلمه جميعاً، الفان سيرفس. أكامي غا كيل مليء بالمشاهد والإيحاءات الجنسية في كل مكان، يكفي التذكير بأن الأنمي خصص حوالي 6 دقائق كاملة لحوار بدون أي معنى بين إيسديث وتاتسومي في السرير حيث تجلس إيسديث نصف عارية، إضافة للكثير من خيالات شخصية “لوبوك” المنحرف ومشاهد السباحة وغيرها، بل ووصل الأمر بالأنمي لوضع لقطة مؤخرة لشخصية مقتولة ومضرجة بدمائها!
الأنمي كصناعة تعج بالمنتجات السيئة وبالكثير من السخافة والابتذال والقصص الرديئة، وبجانب سورد آرت أونلاين فإن أكامي غا كيل يعتبر واحداً من أنجح المنتجات الرديئة، والتي تحتاج لدراسة حقيقية حول القصص السيئة وكيف تنجح بالوصول إلى شاشاتنا وكسب إعجاب الملايين من متابعي الأنمي حول العالم.
بصراحة بالرغم من سردك لنقاط الضعف بصورة جيدة, أجد تحميل الأنمي بأوصاف الرداءة و السوء الزائدة,خارج عن نطاق ما تود إيصاله.فهو مجرد عمل فني ,فكثير من الناس لا تدقق في التفاصيل,بل يشاهدون على نوع من الترفيه في حياتهم.من ناحية أخرى لا تبخل بكتابة مقالات علينا بما تراه أنت الجيّد من الأنمي.
طرحك جيد نوعًا ما، لكن من أسباب شهرة هذا الأنمي في رأيي هو حداثة عهد المشاهد بالأنمي، وربما صغر سنه. لا أظن أن شخصًا شاهد عددًا لا بأس به من الأنميات وفي فترة طويلة نسبيًا سيعجب أو ينخدع بهذه القمامة. أول مرة شاهدت أكامي غا كل كنت منبهرًا منه ومندهشًا ومعجبًا به، حتى أنه ظل ملازمًا لذهني عدة أسابيع وعلى مدار الساعة. بعد أربع سنوات مررن على ذلك، وجدت نفسي مندهشًا من عدم إعجابي بكثير من القمامة البصرية – من مثل ماغي وقاتل الشياطين وغيرها من الـMainstream – التي تعرض أمامي على الرغم من أنها لا تختلف كثيرًا عن أنميات من مثل أكامي غا كل، حللت بعدها الأمر ﻷجد أنني أعجبت بأكامي غا كل وسورد آرت وغيرها – كلا ليس ميراي نيكي لأنه كان سيئًا لدرجة مقرفة ومنذ البداية – بسبب أني كنت حديث العهد بالأنمي – وبالفن السابع بشكل عام – وذلك جعلني سهل الانخداع والإعجاب والانقياد في عالم أعيشه ﻷول مرة.