في شهر مارس من عام 2018 تلقى متابعو مانغا فينلاند ساغا خبراً ساراً بالإعلان عن حصول المانغا على أنمي تلفزيوني خاص بها من إنتاج استديو Wit، الاستديو الذي يمتلك شهرة كبيرة بسبب إنتاج أنمي هجوم العمالقة الذي نال شهرة عالمية كبيرة، وأنميات أخرى مثل Kabaneri of the Iron Fortress.
لكن الترقب في الفترة التالية لإعلان الأنمي كانت مشوبة بحذر وقلق من أن تتعرض مانغا الرسام والكاتب ماكوتو يوكيمورا لنفس ما تعرضت له العديد من سلاسل المانغا التي يمكن القول أنها تنتمي لنفس النوعية التي تنتمي إليها فينلاند ساغا، وخير مثال على ذلك هو ما تعرضت له مانغات رائعة مثل بيرسرك اقتباس أنمي Berserk 2016 ومانغا كينغدوم في اقتباس الأنمي الذي حصلت عليه.
بكل الأحوال محبو فينلاند ساغا كانوا محظوظين بأن جميع مخاوفهم تلاشت مع توالي العروض الترويجية للأنمي والتي أظهرت أنه لن يكون بأي شكل قريباً من الاقتباسات الكارثية السابق ذكرها، ومع عرض الحلقة الأولى للأنمي في 8 يوليو من العام الحالي، وخلال الأسابيع التالية لذلك تحول اسم فينلاند ساغا إلى واحد من الأنميات الأشهر خلال الموسم الحالي، وتصاعدت شعبيته خلال أسابيع قليلة بشكل ملحوظ.
يوم البارحة شهد عرض الحلقة الأخيرة من أنمي فينلاند ساغا، وبعد مشاهدته كاملاً فلا بد من القول أن مشاهدته كانت تجربة ممتعة حقاً، وأن العديد من العوامل في هذا الأنمي تفسر الشعبية الكبيرة التي اكتسبها خلال فترة قصيرة، خصوصاً بين المتابعين غير اليابانيين.
الثيمات والخلفية التاريخية
على مدى سنوات طويلة أثبتت العديد من سلاسل المانغا والأنميات التي تروي قصصاً تاريخية أو تتبنى عوالماً فانتازية مختلفة كثيراً عن اليابان أنها قادرة على تحقيق نجاح وشهرة كبيرين بين متابعي الأنمي خصوصاً من خارج اليابان، وربما استديو Wit يمتلك خبرة سابقة مع هذا المجال بالذات مع الشهرة العالمية التي حققها أنمي هجوم العمالقة والبيئة الفانتازية البعيدة عن اليابان كان لها بلا شك دور كبير في هذه الشعبية.
الحالة تتكرر مع فينلاند ساغا، فهو كأنمي الوحيد من نوعه الذي تجري أحداثه في الحقبة التاريخية التي شهدت صعود وسطوة قبائل الفايكينج في مختلف أنحاء أوروبا، وهذا الاختيار جذاب بلا شك، وله قدرة كبيرة على شد اهتمام الكثير من متابعي الأنمي وحتى أولئك الذين لا يتابعون الأنمي بانتظام، هذا الاختيار بلا شك يمتلك قدرة كبيرة على اجتذاب الكثير من المشاهدين المهتمين بمتابعة قصة جديدة عن الفايكينج وحروبهم وشخصياتهم المثيرة للاهتمام.
من الأشياء التي تستحق التقدير في فينلاند ساغا سواء كأنمي أو مصدر المانغا، أن هذا العمل يوضح منذ بدايته أنه لا يرغب ولا يحاول أن يكون دقيقاً من الناحية التاريخية بأي شكل، وأن العمل مبني فقط على ثيمات تاريخية وشخصيات أسطورية وحقيقية من تاريخ وتراث الفايكينج، ولكن ذلك لا يمنع كذلك من اقتباس العديد من الأسماء والشخصيات التي يجادل الكثير من المؤرخين لتاريخ الفايكينج حول وجودها وكونها حقيقة بشكل شبه مؤكد.
بداية من اختيار اسم المانغا فينلاند ساغا، وفينلاند هو الاسم التاريخي الذي أطلقته قبائل الفايكينج على الجزء الشمالي من قارة أمريكا الشمالية (كندا اليوم)، وذلك إبان وصولهم إليها حوالي عام 1000 من الميلاد قبل وصول المكتشف كريستوف كولومبوس إليها في عام 1492، وقائد حملات الفايكينج إلى أمريكا الشمالية هو المكتشف الأشهر في تاريخهم ليف إريكسن، وهو نفس اسم شخصية البحار العجوز الذي نتعرف إليه في أنمي فينلاند ساغا.
الأمر لا يقتصر على شخصية ليف، فكذلك شخصية أشيلاد (أو أسكيلاد) هو اسم مقتبس من شخصية خيالية في الفولكلور النرويجي وتحمل نفس الاسم (تُكتب Askeladden)، حيث تقول الأساطير أن هذه الشخصية تتمتع بحظ ودهاء كبيرين، وتروي الحكايات كيف يتغلب أسكيلاد على جميع العوائق والمصادفات السيئة لتحقيق هدفه دائماً، وهو ما يفسر تركيز الأنمي على وصف شخصية أشيلاد بأنه قائد يمتلك حظاً أشبه بالسحر، وذلك على لسان الشخصيات المحيطة به.
كذلك هو الحال مع شخصية ثورفين بطل الأنمي، والذي يحمل نفس اسم المكتشف والبحار الآيسلندي ثورفين كارلسيفني، والذي تذكر السجلات التاريخية أنه من أوائل من تتبعوا رحلات ليف إريكسن إلى أراضي فينلاند، وهو من أوائل المساهمين في تأسيس تجمعات الفايكينج في الجزء الشمالي من جزيرة جرينلاند كما نعرفها اليوم.
فيما يأتي اسم ثوركيل من اسم أحد أشهر قادة الفايكينج والذي عرف تاريخياً باسم ثوركيل الطويل، حيث تقول المصادر التاريخية إن طوله كان يتجاوز 230 سم، وكان شهيراً بشراسته في الحرب ودمويته، ويعتبر أحد أساطير الحرب لدى الفايكينج.
كما تُقتبس شخصية الأمير كانوت في الأنمي من الملك كانوت الذي يعرف بلقب “الملك العظيم” والذي كان من سلالة ملك الفايكينج سوين وحكم الدنمارك وإنجلترا والنروج في آن واحد ضمن ما عُرف باسم إمبراطورية بحر الشمال.
يطول الحديث عند التنقيب عن الخلفيات والثيمات التاريخية التي يعتمدها أنمي فينلاند ساغا سواء في شخصياته أو الأحداث أو البيئة الجغرافية والزمنية التي يبني عليها قصته بشكل أساسي، لكن كل هذه العوامل مجتمعة تسهم بشكل كبير في خلق هوية تاريخية مميزة للقصة، وتحقيق قدرة كبيرة على جذب المشاهد وخلق “هايب” لا يمكن مقاومته بسهولة حول العمل ككل.
أنمي فينلاند ساغا يقدم عملاً مميزاً عبر خلق قصة انتقام غير حقيقة بالاعتماد على شخصيات ثورس وثورفين وأشيلاد، ويربط تلك القصة بمجموعة من الشخصيات التاريخية والأحداث والأماكن المرتبطة بقصص الفايكنج وتاريخهم ودولهم، وهذا المزيج يحقق بلا شك عملاً جيداً جداً في الأنمي ويجعله قادراً على شد المشاهد عبر توالي أحداث الحلقات التي تضم تلك الشخصيات جميعاً.
عالم فينلاند ساغا: الواقعية أم المبالغة؟
بالطبع فإن أي متابع لأنمي فينلاند ساغا يمتلك ولو معلومات بسيطة عن الفايكنج يعرف ان تاريخ الفايكنج مليء بالدموية المفرطة والحروب الوحشية، بل إن موضوع الحرب والقتل هو أمر متأصل في العقائد الدينية الجرمانية والنورسية القديمة، وهذا يفسر توجه العمل من ناحية العنف في العديد من مشاهده وأحداثه.
فينلاند ساغا لا يقوم بأي محاولات لتخفيف أو تقليل حدة وبشاعة العالم الذي تدور فيه أحداث القصة، وهو لا يحاول توجيه المشاهد نحو إطلاق أحكام الخير والشر على الشخصيات التي تقوم بتلك الأفعال، بل يتعامل مع العالم الذي يرويه كما هو، عالم عنيف مليء بالدموية والحرب والصراع على السلطة والثروة، ويتم تكريس ذلك في العديد من أحداث المسلسل ولعل الحلقتين 6 و 14 خير مثال على ذلك، حيث تقدم عالم الفايكنج كما هو بدون مواربة، عالم دموي يُقتل فيه الضعفاء ويسحقون ضمن حسابات المعارك والحروب وتحت إرادة الأقوى منهم.
لا مشكلة أبداً في التوجه الواقعي الفج الذي قدمه الأنمي في العديد من الحلقات والأحداث خلال القصة، لكن هذا التوجه لا يبدو مهيمناً مع وجود توجه آخر نحو المبالغة في بعض الأحداث والشخصيات، وهنا لا أتحدث عن انتقاد لتوجه الواقعية أو المبالغة، بل عن وجود تأرجح واضح بين التوجهين في القصة وهو ما قد يصنع تحفظاً لدى بعض المشاهدين تجاه أحد التوجهين في العمل.
توجه المبالغة في القصص التاريخية ليس جديداً بكل الأحوال، فالعديد من قصص التراث التاريخية والتي ترتبط بأسماء الأبطال وقادة الحروب تحمل في طياتها الكثير من المبالغات القصصية الممتعة، وهي ما يجعل تلك القصص مثيرة وقادرة على الاستمرار لسنوات وقرون طويلة، فليس من المستغرب إيجاد بعض المبالغات في قدرات البشر أو ذكائهم أو جمالهم وبشاعتهم على حد سواء، وهذا التوجه موجود في أنمي فينلاند ساغا بتلازم غريب مع التوجه الواقعي الفج الذي يقدمه.
لكن هذا الخليط من الواقعية السوداوية والقوة المفرطة والقدرات اللا بشرية في بعض الأحيان، تجعل فينلاند ساغا في نهاية الأمر ما يتوجب عليه أن يكون، فهو “أنمي”! والأنمي لطالما كان ميديا مختلفة عن غيرها في كل شيء، إذا فما الضير في تقديم قصة دموية عن الفايكنج فيها العديد من المبالغات، والعديد من الأحداث المنطقية؟ ربما كان هذا الخليط من الواقعية والمبالغة سبباً يجعل فينلاند ساغا تجربة جيدة جداً وقادرة على إمتاع المشاهد.
ثورفين، أشيلاد والبناء الجيد للشخصيات
في قصة انتقام في الأساس مثل فينلاند ساغا، ومع البيئة الدموية العنيفة التي يصورها الأنمي طوال حلقاته فإن عملية إنشاء شخصيات جيدة بدوافع واضحة واتساق منطقي للأفعال والتصرفات والصفات الشخصية لكل منها، ليس أمراً سهلاً، ولا يمكن القول أن فينلاند ساغا استطاع تقديم نموذج لا مثيل له في هذا المجال، لكن الأنمي بكل تأكيد استطاع تقديم عملية بناء جيدة جداً للعديد من شخصياته الرئيسية وخصوصاً محور القصة في الأرك الذي يقتبسه الأنمي: ثورفين.
عوضاً عن إقحام المشاهد في وسط أحداث القصة ووضعه أمام تفسيرات وتكهنات عديدة حول الكراهية والغضب الكبيرين اللذين تغرق بهما شخصية ثورفين، فإن الأنمي عمل على تقديم بداية بطيئة بعض الشيء وواضحة تماماً ليروي قصة الخلفية الأساسية للأنمي ككل، ويضعك أمام بذرة الشخصية التي يمتلكها ثورفين فيما تبقى من أحداث الأنمي، ويجعل الغضب والتمرد الذي تعيشه الشخصية طوال الأحداث أمراً مفهوماً جداً ومنطقياً بالنظر إلى الأحداث في الحلقات الأربع الأولى.
في الوقت الذي تحتاج العديد من القصص حلقات طويلة وتجارب عديدة تمر بها الشخصيات لتطويرها بشكل جيد، يختار فينلاند ساغا طريقة مختلفة لتطوير شخصية ثورفين عبر تقديم بعض المشاهد ذات الدلالة الكبيرة على التغيير الكبير الذي تعايشه الشخصية خلال حلقات قصيرة، بداية من مقتل والده ثورفين، وصولاً إلى الحلقة الأهم للشخصية وهي الحلقة 6، حين يقتل ثورفين إنساناً للمرة الأولى ويصدح بصرخات الغضب، يلي هذا المشهد الأيقوني انتقال سريع بالزمن عبر لمحات كافية للمشاهد لفهم التغيير الذي عاشته الشخصية وصولاً إلى ما هي عليه.
عمل كبير يقوم به الأنمي بخطوات سريعة ومتقنة لبناء وتطوير شخصية ثورفين كأحد أهم الشخصيات في الأنمي، وربما واحداً من أبرز الأمثلة على العمل الجيد في تطوير شخصية بدوافع ذات تسلسل زمني ومنطقي واضح، وخلفية قصصية كافية للمشاهد ومبررة لطبيعة الشخصية، وهو ما يجعل ثورفين من الشخصيات المفضلة بالنسبة لي لكونها من الشخصيات الأكثر اقتراباً من الإنسانية في هذه القصة المليئة بالدم والعُنف.
عند الحديث عن كتابة الشخصيات في فينلاند ساغا فلا يمكن تجاوز شخصية أيقونية في الأنمي والشخصية المحورية في كثير من أحداثه وهي شخصية أشيلاد، الشخصية التي يعتبرها الكثيرون ولا غرابة في ذلك، البطل الحقيقي للأنمي، بغض النظر عن أحكام الخير والشر وتصنيفات البطل والشرير الكلاسيكية التي تُصنف الشخصيات تبعاً لها.
أنمي فينلاند ساغا يقدم عملاً متقناً ومدروساً بالتعامل مع شخصية أشيلاد، فمنذ بداية ظهورها في الأنمي، تُقدم الشخصية على أنها شخصية مقاتل شرس، قاتل، لا يمتلك أية مثل عليا تمنعه من استعمال جميع الطرق للانتصار، والأسلوب الذي استعمله لقتل ثورس هو المثال الأكثر فجاجة على التعاطي المباشر الذي يُقدمه الأنمي للمشاهد عبر هذه الشخصية.
لكن خلال توالي حلقات المسلسل، يجد المشاهد نفسه متأرجحاً ما بين مشاعر الغضب والكراهية والإعجاب تجاه أشيلاد في آن واحد، والشخصية التي تبدو في البداية مجرد مقاتل دموي وقائد عسكري لامع الذكاء وأبعد ما يكون عن المشاعر البشرية، تتكشف مع الوقت شيئاً فشيئاً عبر الأحداث والحوارات لتبدو مع الوقت أكثر اقتراباً من الإنسان بجميع دوافعه ومخاوفه ومشاعره، والنصف الأول من الحلقة 22 يروي قصة أشيلاد الحقيقة بتوقيت مثالي جداً لتقريبها من المشاهد وخلق التعاطف مع الشخصية تمهيداً لأحداث الحلقتين 23 و 24.
الحلقتان الأخيرتان من المسلسل تغيران كل شيء تجاه شخصية أشيلاد، وبعمل يستهدف مباشرة مشاعر المشاهدين يتم تحويل القائد الذكي الذي لا يؤمن سوى بالمنطق والمصلحة الشخصية إلى مسيح مجنون مستعد للموت دفاعاً عن مثل عليا يتبين أنها حفرت نفسها في تفاصيل شخصيته ومشاعره منذ طفولته المبكرة، وسواء كان أشيلاد يؤمن فعلاً بأحقيته بعرش إنجلترا وإرث أجداد والدته أم أن تصرفه جاء ليدافع عن الأمير كانوت الذي وجد فيه قائداً حقيقياً فإن الانطباع الذي يخرج به الأنمي في نهايته يجعل أشيلاد بلا شك الشخصية الأكثر أيقونية في العمل، ويمهد لتطور كبير آخر في شخصية ثورفين من جديد بعد موته.
العلاقة العنيفة والغريبة والمليئة بمشاعر الكراهية والشفقة والاعتياد والحقد، تلك التي تربط بين ثورفين وأشيلاد، هي واحدة من العلاقات المعقدة التي تعامل معها أنمي فينلاند ساغا بشكل جيد جداً، عمل كبير قام به الأنمي في هذا المجال، يجعل الكثير من المشاهدين حائرين تجاه موقفهم من الشخصيتين والعلاقة التي تربطهما، وهنا نعود للفكرة الأساسية بأن فينلاند ساغا ليس عملاً يخضع نفسه أو مشاهديه لتصنيفات الخير والشر والصحيح والخاطئ، بل يضع العلاقات البشرية في مكانها الحقيقي، حيث تختلف القيم من إنسان لآخر، ويبدو الملاك في نظر أحدهم شيطاناً في نظر آخر.
الهرب من ثوركيل: نحو جغرافية أوضح
منذ الحلقات الأولى لأنمي فينلاند ساغا، وبعيداً عن أرض فينلاند تحديداً التي تبدو وكأنها حلم من منظور شخصيات الأنمي، فإن الأماكن الجغرافية التي تجري فيها الأحداث تنال توضيحاً كافياً للمشاهد لمعرفة البيئة الجغرافية التي تجري عليها أحداث القصة، وتتضمن الحلقات العديد من التوضيحات حول دول آيسلندا والدنمارك وإنجلترا ومدى قرب أو تباعد هذه الدول، إضافة إلى استعمال الحوارات لتوضيح الواقع السياسي والعسكري في بعض المناطق والدول.
هذه المعلومات التي يقدمها الأنمي تجعل القصة الخيالية أكثر تصديقاً بالنسبة للمشاهد، ورغم أننا نعلم جميعاً أن العمل ليس أكثر من أنمي، لكن جميع هذه التفاصيل الجغرافية القريبة من الحقبة التاريخية والأحداث الحقيقة تجعل القصة جذابة أكثر وخليطاً من عمل فانتازي تاريخي في آن واحد.
لكن هذا المجال من الأنمي يأخذ حيزا مختلفاً تماماً تحديداً في الحلقات 12 – 15 والتي يهرب فيها جيش أشيلاد من القوة التي يقودها السفاح ثوركيل، حيث تستمر عملية الهروب حوالي 4 حلقات كاملة، نتعرف فيها الكثير حول إنجلترا وويلز والعلاقة بين مختلف الممالك والدول في تلك المنطقة، كل ذلك دون الحاجة للاستعانة بمشاهد فلاش باك مملة او راوٍ مزعج يحكي لنا قصة تلك الدول والخلافات التي تدور بينها، بل عبر قصة هروب مثيرة يتم من خلالها بناء تصور جغرافي واضح أكثر لعالم القصة، وتقديم صورة واضحة عن العلاقات بين العديد من الدول والممالك، إضافة إلى غرس بذرة بداية الكشف عن أسرار وخلفيات قصة أشيلاد.
يمارس فينلاند ساغا عملاً أكثر من جيد في خلق التصور لدى المشاهد حول العالم الذي تجري فيه القصة، ويجعل خريطة هذا العالم اكثر وضوحاً مع توالي الأحداث والأماكن، هنا أيضاً لا يمكن تجاهل حقيقة أن اقتباس الأنمي لا يغطي سوء جزءاً من قصة المانغا، التي قد تحتوي عملاً أكبر على هذا الصعيد، وذلك لا ينتقص من العمل الجيد الذي يقدمه أنمي فينلاند ساغا في هذا المجال.
قد تختلف الآراء والتقييمات حول فينلاند ساغا كعمل، وهو ليس مثالياً، لكنه بلا شك واحد من أبرز أنميات السنة، ومشاهدته كانت تجربة ممتعة للكثير ممن تابعوا حلقاته الأربع والعشرين، تمهد وتكشف عن حاجتنا للمزيد من الأعمال التي تُقدم فانتازيا بحتة، أو فانتازيا تاريخية كهذه، وتجدد أملي اليائس في رؤية اقتباسات جيدة لسلاسل مانغا عظيمة مثل “فاغابوند” أو “كينغدوم”، وتفسر لم قد يكون فينلاند ساغا هو الأنمي الأفضل في موسم صيف 2019 بالنسبة للكثيرين.
أشكرك على هذا المقال الرائع ♥
شكراً لك على وقتك وقراءة المقال
أكثر كاتب أعجب بطريقة تقديمه الجذابة بعد الكاتب محمد طارق، هل لديك مدونة أو موقع أو كتاب ؟
شكراً لك عزيزي على هذا الكلام الجميل، أقدر وقتك وقرائتك للمقالة
ليس لي لدي مدونة شخصية ولم أصدر أي كتاب، في حال كنت راغباً بمتابعتي يمكنك ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي الموجودة روابطها فوق
أقدر اهتمامك شكراً لك
كاواي أنمي: فيلاند ساغا أنمي جيد جداً
الكيال:l don’t think it
لانه بيهتم باراء متابعينه اكثر شي ويحاول يدخل عاطفته فكل شي لذا بنتحصل على شي اسمه الكيال
متاكد انه شاف فينلاند بط**ه