المشاهدة المباشرة و صراع البقاء في 2017

خلال العام الماضي و بداية هذا العام حدثت أمور كثيرة جدًا في سوق المشاهدة المباشرة تجعل من الصعب علينا تجاهلها، لكن قبل الدخول فيها سنتحدث و نشرح تفاصيل هذا السوق لمن يجهلها، أما إذا كنت ملمًا بها فتستطيع تجاهل هذه الصفحة و الانتقال إلى الصفحة التالية.

مباراة مصيرية لنادٍ كبير أو أحداث مشوقة في دراما تلفزيونية أو فلم صاخب مليء بالإثارة، هنالك العديد من الاهتمامات المختلفة القادمة من الخارج تعجب الناس، هذه الأشياء أصبح الوصول إليها سهلًا بفضل شركات اشترت حقوقها و قدمتها لك بكل سهولة، بالمقابل هذه الشركات تطلب مبلغًا لكي تستطيع الاستمتاع بما تحب.

لماذا يجب علي أن أدفع لكي أشاهد عملي المفضل؟

حسنًا.. تلك الشركات دفعت أموالًا بالمقابل لكي تحصل على حقوق عرض عملك المفضل في منطقتك، الشركة الأم لم تهتم لمنطقتك و لم تقدم لك شيئًا يستهدفك، لكن عندما تقوم شركة أخرى بتقديم برنامجك المفضل فهي قد دفعت أموالًا طائلة لكي تستطيع عرضه عندك، أجل بكل تأكيد كانت أموالًا طائلة لا يستهان بها، لا أحد يعلم بالضبط كم تبلغ تلك الأرقام في ورقة العقد بين الشركتين لكنه بالتأكيد لن يكون رقمًا أقل من 6 خانات.

انظر حولك، سترى العديد من الشركات التي تقدم لك ما تريده مقابل مبالغ معينة، كرة قدم و مسلسل تركي و فلم أمريكي، تستطيع مشاهدتها مقابل دفع مبلغ مقابلها، ليست لأنها الطريقة الوحيدة للوصول إلى تلك الأعمال بل بكونها الطريقة النظامية والصحيحة كذلك، من حق تلك الشركات طلب المال مقابل ما لديها ففي النهاية قد اشترت حقوق العمل و من حقها أن تقاضي الذين يضرون بمصلحتها إذا رأت ذلك.

المشاهدة المباشرة

مع التطور التقني ظهرت سوق جديدة متخصصة في تقديم المحتوى عبر الانترنت، العديد من الشركات أخذت بالدخول إلى هذا المجال الخصب و الذي يبشر بأرباح يسيل لها لعاب المستثمرين، لكن هذا المجال بقدر ما يحويه من مغريات فبالمقابل هنالك مخاطر كثيرة، شراء حقوق الأعمال بمبالغ باهضة جعلت الكثير من الشركات تتوقف عن الاستمرار في هذا المجال، و و من بقي منها فهو يحاول دائمًا أن ينمي مكتبته بأعمال تجذب المتابعين.

ماذا عن الأنمي؟

سوق المشاهدة المباشرة للأنمي لا يزال صغيرًا و ناشئًا، هنالك الكثير من الشركات التي اقتحمت هذا المجال لكنها سرعان ما توقفت للعديد من الأسباب، حاليًا يوجد 4-7 شركات عالمية (إذا ما استثنينا اليابان والصين) تقوم بعرض الأنمي بطريقة قانونية منها شركتان فقط تقدمها في الشرق الأوسط و هما: Crunchyroll (متخصصة في الأنمي فقط) و Netflix، أيضًا هنالك Prime Video التابعة لأمازون و كذلك HIDIVE (متخصصة في الأنمي أيضًا) و كذلك Hulu و AnimeLab  و Aniplus يقومون بين الحين والآخر بأخذ بعض عناوين الأنمي من الشركات الرئيسية.

حاليًا تلك الشركات هي الشركات الوحيدة التي تقوم بأخذ رخص العرض والحقوق بطريقة قانونية، و ما سواهم يعتبر غير قانوني.

هناك الكثير من ما أود قوله حدث في 2017، دعونا لا نماطل أكثر و لنبدأ..

إغلاق خدمة Daisuki

لم يمض على بدأها الكثير حتى تم الإعلان عن إغلاقها، شركة دايسوكي بدأت عام 2013 باتحاد بين كبرى الشركات اليابانية بهدف منافسة الشركات الغربية إلا أن ذلك كان مضيعة للوقت والجهد والمال لا أكثر، أسباب كثيرة تسببت في تدهور الخدمة أدت في النهاية إلى إغلاقها.

إطلاق خدمة HIDIVE

أعلنت Anime Network Online عن إطلاق خدمة جديدة لبث الأنمي و بالتعاون مع Sentai Filmworks (لا تدعم العربية)، الخدمة الجديدة لديها العديد من العناوين القديمة بالإضافة إلى الدبلجة الانجليزية في بعض الأعمال، و بحسب شركة ANO فإنهم سيقومون بالتوسع ببطئ، هذا الموسم شتاء 2018 على سبيل المثال أخذوا فقط 4 أنميات.

شراء سوني لشركة Funimation

وصلت شركة فونيميشن أخيرًا إلى نهاية المشوار، الشركة تأسست عام 1994 و كانت في ما مضى هي أقوى موزع للانمي في أمريكا و اللاعب الرئيسي في سوق المشاهدة المباشرة إلى جانب كرانشي رول، لكن على ما يبدو أنها لم تستطع الاستمرار أكثر لارتفاع تكاليف التراخيص لتلك الأنميات فقامت في 2015 بالشراكة مع كرانشي رول و قامت بترك بقية الإعمال إلى أنمي سترايك التابعة لأمازون إلى أن أعلنت شركة سوني بيكشر أخيرًا شراء 95% من الأسهم مقابل 143 مليون دولار، سوني لم تكشف حتى الآن عن خططها مع الشركة و يجب علينا الانتظار لنرى الأمر.

استحواذ ديزني على 21th Century Fox

الكثير علم بشأن صفقة الاستحواذ التي حصلت نهاية العام الماضي، لا يهمنا هنا الاستحواذ بشكل رئيسي بل يهمنا خطط ديزني لإطلاق خدمة بث عبر الانترنت في 2019، لك أن تتخيل أفلام ديزني و بيكسار و أفلام فوكس جميعها متوفر في منصة واحدة، أيضًا لا ننسى بأن ديزني هي الناشر لأعمال جيبيلي و بونوك في الغرب و الذي ستكون على الأغلب متوفرة في تلك المنصة الحصرية. المزيد من المعلومات تنتظرنا هذا العام حول الخدمة الجديدة والتي أتمنى أن تدعم المنطقة.

نأتي الآن إلى كبرى الشركات.. أمازون- نتفليكس- كرانشيرول

أمازون

في العام الماضي أعلنت أمازون عن دخول الساحة بقوة عبر خدمة جديدة اسمها أنمي سترايك، الخدمة كانت تتطلب اشتراكًا إضافيًا على اشتراك البرايم فيديو و هذا الأمر لم يعجب الكثيرين، بعد مضي سنة واحد فقط أعلنت أمازون عن إغلاق هذه الخدمة و ضم عناوين الأنمي إلى خدمة البرايم فيديو العادية، ليس هذا و حسب بل أنها أغلقت أيضًا قناة مشابهة متخصصة في الأعمال الهندية و ضمتها إلى خدمة البرايم فيديو أيضًا، في الحقيقة هذا الأمر شكل مفاجئة كبيرة للجميع كون أن الشركة لم تستمر فترة طويلة خصوصًا و أن التصريحات التي كانت تخرج منهم دائمًا هو أنهم يودون منافسة نتفليكس على عرش المشاهدة المباشرة، إذًا هل استسلموا بسهولة؟

في الحقيقة هنالك الكثير من الأسباب التي أدت إلى هذه القرارات لا يسعنا ذكرها بالتفصيل، إلا أن تغيير الإدارة السابقة بإدارة جديدة هو السبب الأبرز في هذا القرار، لا ندري حتى الآن عن أثر ذلك على الخدمة و هل ستواصل أمازون في أخذ عناوين أنمي حصرية لديها أم أنها ستتوقف و تأخذ الفتات كغيرها من الشركات الأخرى التي حاولت اقتحام هذا المجال، فكما نعلم حقوق الأعمال أصبحت مكلفة و ستكون الخدمة مجرد هدر للأموال في حال لم تستقطب المتابعين.

نتفليكس

يبدو أن الشركة حصلت على تفاعل ضخم في محتوى الأنمي جعلها تسارع الخطى في إنتاج محتواها الخاص، في الحقيقة لم أصدق بتاتًا أن تقوم نتفليكس بهذه الخطوة بهذه السرعة و هذا إن دل على شيء فهو أن شعبية الأنمي لديها جارفة جدًا على الرغم من محدوديتها، و بالفعل هذا الكلام أثبت صحته مع أنمي ديفلمان الذي صدر قبل أيام و كمية المشاهدات الهائلة التي تحصل عليها من عامة الناس و ليس من متابعي الأنمي فقط، و هنالك أيضًا أعمال أخرى حصرية للخدمة سيتم إصدارها هذا العام.

مسؤول المحتوى في نتفليكس تحدث في أكتوبر عن الأعمال الأصلية في الشبكة و أنهم رصدوا ميزانية تقدر بـ8 مليار دولار لإنتاج أعمال أصلية جديدة، محتوى الأنمي و مشتقاته سيتلقى بلا شك الكثير من الأموال من أجل إنتاج أعمال أصلية للخدمة، و عما قريب سنرى الكثير من الأعمال المختلفة لديهم و على الأغلب سيكون هنالك تغيير في عالم الأنمي بسببهم.

كرانشيرول

حسنًا.. لا جديد هنا، حرفيًا لا يوجد هنالك أي تطورات في الخدمة، الشيء الوحيد الجيد لديهم هو أنهم ما يزالون صامدين على الرغم من المنافسة الشرسة مع البقية الكبار.

الخلاصة..

الصراع على ما يبدو سيتحول إلى صراع بقاء في هذا السوق بالنسبة للشركات، التراخيص في الوقت الحالي أصبحت أغلى و تزداد تكلفتها باستمرار مع ضخ أموال أكثر من الشركات الكبيرة و ازدياد المنافسة على الحقوق، أما في حال انسحاب لاعبين كبار مثل أمازون من هذا السباق و لم يظهر لاعبون جدد في هذا المجال فستكون هنالك سيناريوهات أخرى ستغير قواعد الأنمي المعتادة، و رغم كل ذلك ستبقى نتفليكس تُبحر في بحر لا أحد يصل إليها فيه.

ترغب باستلام اشعار عندما ننشر مقالاً جديداً؟

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.