مراجعة أنمي Yuru Camp △ – رحلة استرخاء لا أنصح بتفويتها

بالنسبة لي، كان أنمي Yuru Camp عبارة عن عقار سحري استطاع تهدئتي وتخفيض مستويات التوتر والقلق لدي في كثير من المواقف على مدى الأشهر الماضية؛ كانت حلقة من Yuru Camp كافية لتهدئتي ووضعي في المزاج المناسب للعودة للحياة والتصرف على طبيعتي من جديد.

في 12 حلقة من الاسترخاء المركزّ، استطاع أنمي Yuru Camp تعريفي على ثقافة التخييم بشكل فشلت فيه آلاف الأفلام التي شاهدتها على مدى سنوات حياتي كاملة… وفي نفس الوقت، كانت تجربة الأنمي مميزة فعلاً، فبمجرد بداية الحلقة وظهور الشخصيات كنت أنا الآخر استرخي في مقعدي وأتابع الشخصيات البسيطة والخلفيات المذهلة الظاهرة أمامي كما كانت الشخصيات أيضاً داخل الشاشة.

من كان ليتوقع أن أنمياً بهذه البساطة يمكن أن يؤثر لهذه الدرجة على الحالة النفسية للمتابع؟ حسناً، أنا لم أتوقع ذلك، وكانت مفاجئة سارة بالنسبة لي من اللحظة الأولى في الحلقة الأولى، وحتى اللحظة الأخيرة في الحلقة الأخيرة. شاهدت الأنمي وأنا في أقصى حالات الاسترخاء التي وصلت لها في كامل حياتي، تابعته من الثانية الأولى، استمعت لأغنية البداية والنهاية في كل حلقة… كل ثانية من الأنمي كانت عبارة عن مادة خام من الاسترخاء والراحة.

قد يبدو الأمر مبالغاً فيه للولهة الأولى، ولكنني أعتقد أن الأمر يمكن تفسيره بطريقتين، يمكنك تجربة الأنمي بنفسك وفهم الشعور، أو يمكنك النظر للطريقة التي صنع فيها الأنمي، والطريقة التي نسّقت فيها العناصر داخله لتشكّل أقصى تأثير ممكن على المشاهد… بأي حال، ربما عليّ التنويه أولاً أن الأنمي ربما لن يكون ملائماً لغير المهتمين بتصنيف شريحة الحياة قبل البداية في التعمّق في تفاصيل الأنمي.

القصة، الحبكة، والشخصيات في أنمي Yuru Camp:

للولهة الأولى في Yuru Camp ستبدأ بتذكر أنمي New Game! والطريقة التي يعرض فيها العالم بنظرة وردية فائقة، الفتيات الظريفات اللطيفات اللاتي يقمن بالأعمال الظريفة اللطيفة، لا مشاكل في الحياة سوى بعض الأحدث الدرامية البسيطة… وفي الحقيقة Yuru Camp لا يبتعد كثيراً عن هذا، فالمحور الأساسي للقصة واضح منذ البداية والحبكة البسيطة والخطّية يمكن توقعها من الثواني الأولى.

لا يمكن القول أن بساطة القصة والحبكة في Yuru Camp أمر سلبيّ، على العكس تماماً؛ تبسيط القصة والحبكة المبالغ فيه كان جزءاً كبيراً من الأشياء التي جعلت الأنمي محفزّاً للاسترخاء بالقدر الذي ذكرته سابقاً. يمكنك متابعة القصة ومعرفة النهاية التي ستصل لها من الحلقة الأولى، ولكن مع ذلك، ستجد نفسك تتابع كل حلقة برغبة أكبر من السابقة.

السبب في هذا أن الحلقات تقدّم الكثير من المحتوى المميز، بعيداً عن القصة العامة للأنمي، هناك الكثير من الاحداث الفرعية والمشاهد الكوميدية واللطيفة التي لا يمكن توقعها في كثير من الأحيان. الجزء التعليمي من الأنمي أيضاً يلعب دوراً كبيراً في كونه مميزاً برأيي، كما في New Game! الذي يعالج قضية صناعة الألعاب بأسلوب طريف ومبسط، عالج هذا الأنمي قضية المخيمات والتخييم بطريقة مذهلة لم أكن أتوقع أنها ستؤثر بي لهذه الدرجة.

الشخصيات في Yuru Camp لم تكن مجموعة من الفتيات اللطيفات فحسب، أجل كانت مجموعة من الفتيات اللطيفات ولكنها أيضاً كانت مجموعة من الشخصيات المكتوبة بعناية، الشخصيات التي تمتلك تفاعلاً مميزاً بينها… التفاعلات العفوية والكوميدية التي تجري بين كل الشخصيات الموجودة في الأنمي حتى تلك التي لم تحز إلا بضع ثوان معدودة تجعلك تبتسم فقط… وهذا أيضاً جزء مؤثر جداً بجرعة الاسترخاء التي يقدمها الأنمي.

الجانب الفنّي:

قد يعتقد الناظر من بعيد أن هذا الأنمي مجرد أنمي رخيص آخر يقوم به استوديو آخر لملء شاغر في موسم أنميات الشتاء كي يكتسب المال الكافي للاستمرار للموسم التالي، وأن كل ما فيه منخفض الجودة ابتداء من القصة وحتى الرسم والتحريك والموسيقى… ولكن هذا بعيد كل البعد عمّا يقدمه Yuru Camp في الواقع.

من البداية، ستلاحظ أن الموسيقى المستخدمة في الأنمي تعطي بذاتها شعور استرخاء مميز يدلّك على الجوّ العام للأنمي، أغنية الافتتاحية بتحريكها وكلماتها تعطيك أيضاً فكرة جيدة عمّا يمكنك توقعه من الأنمي. يبدأ الأنمي بشخصيات لطيفة، مرسومة بشكل بسيط دون أي مبالغات في تصاميم الشخصيات، الألوان المستخدمة في المحيط تجعل الشخصيات تبرز والتحريك على الرغم من بساطته سلس جداً.

تتخطى كل ذلك -والذي يمكن اعتباره من الأساسيات لأي أنمي حتى لو كان متوسط الجودة في هذه الأيام- وتصل للحظة الحاسمة… الخلفيات الثابتة… لا أدري إن كانت الطبيعة في اليابان جميلة بقدر الخلفيات الموجودة في هذا الأنمي؛ المساحات الشاسعة وطريقة التلوين تدخلك في جوّ المكان آنياً، هذا مرافقاً مع كل ما ذكرته قبل قليل يعمل كعمل المخدر في الجسد لتجد نفسك فجأة تسرح بتفكيرك.

ككل:

لم يكن الأنمي تجربة عاديّة على الإطلاق بنظري… إن كان عليّ تقييمه بالنظر لتصنيف شريحة الحياة فهو حتماً من أفضل الأنميات في هذا التصنيف… لا يمكنني تجاهل مقدار الراحة التي شعرت بها أثناء مشاهدتي لهذا الأنمي، ولا يمكنني التعبير عن جمال تناغم العناصر الموجودة فيه بالكلمات… أنصح حتماً بمشاهدته لكل شخص مهتم بأنميات شريحة الحياة والأنميات البسيطة، وأنصح أيضاً تجهيز زر التقاط الشاشة لأنك ستستخدمه كثيراً على مدى حلقات هذا الأنمي…

ترغب باستلام اشعار عندما ننشر مقالاً جديداً؟

هادي الأحمد

هادي الأحمد

أحب النظر لقصص الأنمي من زوايا مختلفة.

المقالات: 50

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.