عندما سمعت لأول مرة عن انمي Uchuu Kyoudai لم أشعر بذلك الحماس للبدء به، أو تلك الرغبة الكبيرة لمتابعته بسبب عدة أسباب، أولها كان عدم انجذابي بشكل كبير لفكرة العمل، لأن الأنمي من نوع الخيال العلمي وعندما نذكر قصة خيال علمي تجري أحداثها في الفضاء أول ما يتبادر إلى ذهني هو الملل الهائل الذي سيصيبني أثناء مشاهدته.
وأكثر الأسباب التي كانت تؤثر على قراري كلما أردت البدء به هو عدد الحلقات التي يجب علي متابعتها، وفي داخلي شعور بأن 99 حلقة هي عدد كبير من الحلقات وأن الأنمي بفكرته قد لا يحتاج إلى أنمي بعدد حلقات أكثر من 26 حلقة على الأكثر، ولكن بعد أن قررت أنني بالتأكيد سأحضره وبدأت بمتابعته، كان شعوري بالنسبة لكل الكلام الذي سبق كالتالي:
فكرة العمل ممتازة، القصة رائعة، وأهم شيء كنت أردده بعدها هو أن عدد الحلقات لا يكفي!! حرفيا لم يعد بإمكاني الإكتفاء من مشاهدته، فدون أن أدري وجدت نفسي في عالم أخر، وجدت نفسي في الفضاء.
إن كنت لا ترغب بمشاهدة العمل سبب من الأسباب التي ذكرتها في الأعلى وبالأخص عدد الحلقات الكثير، فأنصحك أن تعيد التفكير وتبدأ به على الفور فإن أنمي Uchuu Kyoudai هو أحد الأعمال التي لن تجد مثيلا لها.
أعتقد أني قد اطلت بالمقدمة كثيرا ، لكن هذا مجرد دليل على مدى عشقي لهذا العمل، ودليل على كمية التميز الذي سنراه به، وسأنتقل للتحدث عن بعض النقاط به دون الإطالة اكثر.
قصة أنمي Uchuu Kyoudai
‘‘الأخ الاكبر يجب أن يكون متقدماً دوماً أمام أخيه الأصغر’’ لكن كيف سيمكنه فعل هذا إن كان الحظ قد تخلى عنه من أول لحظة في حياته، حيث تتحدث القصة عن الإخوان نانبا موتا ونانبا هيبيتو، حيث كانت ولادة الأخ الأكبر موتا في عام 1993 في اليوم الذي فشلت فيه اليابان في التأهل لكأس العالم لعام 1994، بينما كانت ولادة الأخ الأصغر هيبيتو في عام 1996 حيث كانت بداية انتصارات لاعب البيسبول الياباني هيديو نومو، وكانت هذه طريقة ساخرة للتعبير عن الفرق الشاسع بين الأخوين وبين ما يخبئه لهما المستقبل.
تشهد حياة الأخوين تغيراً جذريا في صيف عام 2006، حيث أننا نشهد وبمحاكاة ساخرة الحادثة الشهيرة لزيد الدين زيدان في نهائيات كاس العالم عندما قام بنطح الإيطالي ماتيرازي الذي عقب ذلك إعتزاله.
أشعر أنني بدأت أتكلم عن فلم وثائقي ما أو تقرير عن مسيرة أحد اللاعبين في كرة القدم، لكن كل ما أتكلم به مذكور في العمل بالحرف الواحد، ورغم هذا أفضل الإنتقال للنقطة الرئيسية دون الإكثار من الكلام.
حيث أننا سنعود للحادثة التي قامت بتغيير مسار حياة الأخوين جذريا، ففي أحد أيام الصيف في عام 2006 شهد الأخوان جسماً غريبا في السماء، كان يبدو كطبق طائر يهتز مصدراً أصواتا غريبة، لكن سرعان ما قام ذلك الجسم بالتوجه نحو القمر ثم الإختفاء دون ترك أثر يدل عليه، منذ ذلك الوقت أصبح الحلم وليداً لتلك اللحظة، حيث تمثل بأن يقطع الاخوان وعداً على نفسيهما بأن يصبحا رائدا فضاء ليذهبا إلى القمر!
بعد 19 سنة نجد أن نانبا هيبيتو قد أصبح رائد فضاء يتجه لان يكون أول رائد فضاء ياباني سيذهب إلى القمر، بينما أن الأخ الأكبر لم ينجح في اللحاق بحلمه ولا بالوعد الذي قطعه لأخيه، وبين تلك الصراعات التي تصيب موتا بعد طرده من عمله وبين ذكرياته لوعده ولحلم طفولته الضائع، هل سيتمكن من اللحاق بأخيه والوصول إلى حلمه؟
الحبكة
عندما نصل لموضوع الحبكة اشعر ببعض الحيرة حول إمكانية شرحها، فالحبكة هنا لا تركز على نوع معقد من الأشياء الموصولة ببعضها بطريقة تظهر لك مدى عبقرية الكاتب أو شيئا من هذا القبيل، لكن لا تدع هذا الأمر يخدعك وتابع قراءة كلامي حتى النهاية.
الحبكة هنا ستتحدث عن حالة الأخ الاكبر نانبا موتا وما العقبات التي ستعترض طريقه في محاولته للوصول إلى هدفه، وبنفس الوقت سيعرض لنا العمل الكثير من الأحداث المميزة والكثير من الشخصيات التي لن تجد أي منها يمثل دور شخصية جانبية.
كنا نتحدث عن عبقرية المانغاكا التي تتمثل بوضع خطة معقدة مع الكثير من الأحداث التي تقلب القصة راساً على عقب، ولكن رغم قلة هذه الأحداث بأنمي Uchuu Kyoudai لكن هذا لا يعني أبدا أن العمل يفتقر للحبكة المتقنة، فإن الحبكة في هذا العمل كانت تركز على جانب آخر يتمثل في كمية الدهاء والعبقرية في كتابة الأحداث وسردها، وبكمية الإبداع في وصف الأجهزة والآلات التي تساعد رواد الفضاء في مهماتهم، والكثير من الأشياء التي لن تتصورها، ولا ننسى الواقعية في سرد الاحداث، فانت لن تجد في هذا العمل حدثاً ما يحدث بطريقة غريبة او غير منطقية فقد لان الكاتب أراد ذلك، بل ستجد سلسلة مترابطة من الأحداث التي ستجعلك تشعر كما لو انك تشاهد أحداثا اقرب لكونها حقيقة!
الشخصيات:
كما حدث وتكلمت في الفقرة السابقة عن الشخصيات، فلن تجد أي شخصية منها تمثل دور الشخصية الجانبية التي ليس لها أي دور مهم في العمل، الشخصيات في هذا العمل كانت شيئاً متقنا وواقعيا، فهي تمثل المثل الذي يقول أن كل منا هو بطل قصته الخاصة، فكل شخصية من العمل كان له دور بطولي يرينا إياه، وعملا يفخر به، وماضياً يتكلم عنه، أغلب الوقت كنت أشعر انني اشاهد شخصيات حقيقية أكثر من كوني أشاهد عمل خيال علمي لا صلة له بالواقع.
فالشخصيات كونت سلسلة من العلاقات العميقة والمحبوكة بعناية فائقة، حيث ستبهرك في كل ثانية، سواء كان الأمر بسبب إحدى المواقف الكوميدية أو الدرامية، فهي تحرص على إظهار هذا لك بأفضل طريقة ممكنة، حتى أنني قد تأثرت أكثر من مرة خلال مشاهدتي لهذا العمل، وكل هذا بسبب هذه الشخصيات التي سوف تجعلك ترى العلاقات الإنسانية بطريقة أبسط ما يصفها هو أنها إنسانية بشكل لم تره من قبل.
الرسم والتحريك والموسيقا:
بالنسبة لي كشخص لم يكن لديه ذلك الإهتمام باستديو A-1 Pictures رغم أنه يملك العديد من الأعمال الجيدة، إلا أنه لم يكن لدي تعلق كبير به أو أي شيء كهذا، فالمستوى الذي يقدمه في أغلب أعماله يميل لكونه في مستوى عادي، وهكذا هو الحال ايضا بالنسبة لأنمي Uchuu Kyoudai فلم يكن الرسم شيئا مميزا جدا، لكنه كان ايضا في مستوى جيد.
اما بالنسبة للتحريك فكان عادياً، كون الانمي بنفسه لا يحتاج لبذل الجهد الكبير في التحريك الخاص به فهو ليس أنمي اكشن يعتمد على العديد من المشاهد القتالية التي يجب ان تمتلك جودة تحريك ممتازة
اما بالنسبة للمؤثرات الصوتية بشكل عام فلا يمكنني إنكار مدى جودتها، فرغم ان اغلبها كان بمستوى عادي، إلا أنني أحببتها جدا، فبشكل عام كان أداء الإستديو في هذا العمل شيئا جيدا وجعلني أحظى بمتعة إضافية.
وسأترككم مع إحدى المقطوعات التي عشقتها في هذا العمل لتحكموا بأنفسكم.
ككل:
كان أنمي uchuu kyoudai من الأعمال التي يمكنني أن اعتبرها عملاً عبقريا رغم بساطة فكرته المبدأية، إلا أنه من الأعمال التي لا أعتقد أنه يمكنك العثور على شبيه لها ابدا، لهذا أنصحك أن تضع حزام الامان وتستعد للمضي بهذه الرحلة الرائعة.
