تحليل شارة البداية في أنمي Tokyo Ghoul طوكيو غول

بغض النظر عن جودة او سوء أنمي طوكيو غول – فقد كان اقتباساً مزرياً عن مانغا لا تقل عن كونها جيدة – حصلت شارة الانمي على شهرة كبيرة قد تفوق شهرة الانمي ذاته لجودتها السطحية من الحان وانغام وضمنية من اسرارٍ وخفايا.

الجزء الأول من سلسلة تحليل أغاني الشارة: افتتاحية انمي Erased

سيحتوي المقال على كمية بسيطة من الحرق لبعض أحداث مانغا Tokyo ghoul re 

تركز الشارة بشكل كبير على عرض وجهة نظر البطل كانكي لعالم السلسلة بشقيه بين البشر والغيلان على حد سواء؛ ومنه تبدأ الشارة بجلوس كانكيفي الوسط محاط بكمية كبيرة من اللا شيء بعالم باهت الالوان و الاحداث قبل الحادث الذي يتعرض له في الحلقة الاولى من الانمي.

ثم مع دخول الموسيقى الخلفية ينبض العالم بالضوء وتظهر صورة قريبة لكانكي حزين ومتردد في عامل ملئه الصخب فجأة، كما ان جلوسه على الكرسي مشابه لجلوسه على كرسي التعذيب دلالة على التغير الكبير الحاصل داخله كما حدث خلال جلسة التعذيب في الثلث الاخير من الانمي.

بعدها ننتقل لاربع لقطات اثنتان منها لتوكا واثنتان لريسهتساعدنا هذه اللقطات على معرفة ابعاد واتجاهات الشخصيات الثلاث فنرى الرياح تحرك شعر كانكينحو اليمين على عكس الفتاتين مما يساعدنا على فهم انه يجلس امامهن، كما نلاحظ جلوسه في منتصف المسافة بينهن دلالة على عدم معرفته للطريق الصحيح بين الجري وراء رغابات الغول الداخلية (“ريسه“) او محاولة التعايش مع مجتمعه وواقعه بسلام (“توكا“)

اخيرا تقدم هذه البداية القوية رسالة أقوى بظهور الثلاث شخصيات بسواد وغموض من مسافة وعند الاقتراب نرى الوان الشخصيات الحقيقية وملابسهم اي ان الجميع يبدوا خطيرا من بُعد لكن عند التعرف على الشخص يمكن حتى لاكثر الناس شراً ان يحمل معاني واسباب وراء افعاله.

تنتهي هذه الفقرة بفتح “ريسيه” لعينيها وتحطيم عالم “كانكي” الذي اعتاد عليه، يبقى الكسر على ما هو عليه فقط بظهور مدينة طوكيو في الخلفية وظهور اول تعريف بالشخصيات الأساسية للسلسلة مع ظهور الغيلان بوجهيهم البشري والغول خلالها عدا عن “اياتو” الذي يظهر فقط بصورته البشرية و”نيشكي” الذي يظهر كغول فقط وعدم ظهور “مادو” و”يوشيمورا” ابدا.

ينتهي هذا التسلسل مع اصلاح الخلفية وظهور العنوان وهي حركة جيدة تظهر هدف “كانكي” النهائي بإصلاح عالمه المتحطم.

ننتقل بعدها لمشهد يجب تحليله من طرفين:

١-الاخراج: يستحق اخراج مشهد كهاذا لجائزة اوسكار حقيقية فنرى “كانكي” يتحرك من يسار الشارة ليمينها حيث تظهر “توكا لتعود ليسارها حيث يظهر مجموعة من الغيلان الاخرين في نفس النقطة تقريبا حتى وصولنا ل”هيدة” الذي يتحرك نحو اليمين مجددا لوصل الغيلان بعالم البشر و ظهور المحققين على الجانب الايمن من الشارة بسلاسة منقطعة النظير، فعليا مشاهدة واحدة لهذا القسم تكفي لاستخلاص جميع معاني وافكار القسم دون الحاجة للتدقيغ أكثر من ذلك.

٢-المعاني: يستعمل الانعكاس خلال القسم والشارة ككل كحاجز فصل بين عالم البشر والغيلان فنرا “كانكي” ،”توكا” ،”نيشكي” وغيرهم من الغيلان بصورتهم البشرية ولكن انعكاسهم يبدوا بعيون الغيلان.

كما نلاحظ ان الانعكاس يظغى على ما خارجه عند جميع الغيلان دلالة على كبر و عمق عالم وحياة الغول عندهم مقارنة بحياتهم كبشر بطبع عدا، “نيشكي” الذي يتسم بظهور قسم كبير جدا من العالم الحقيقي وفقط عينة من الانعكاس في لقطة ظهوره وهذا يعود لإظهاره لحقيقته أمام “كيمي” مما يعني انه لا يخفي الكثير عن حقيقته عن العالم كما يفعل جميع باقي الشخصيات حتى البشر منها في السلسلة.

نشاهد ايضا “مادو” الذي يخفي خاتم زفافه في جيبه لاعطاء الشخصية عمق و حماس لمعرفة سبب كراهيته للغيلان لهذا الحد و اخيرا نرى انعكاس “امون” بعين غول وهو حدث من مانغا Tokyo ghoul re لم يكن قد ظهر بعد في المانغا حيث يصبح غولا اسطناعياً بعين واحدة (اليمنى) على عكس “كانكي” النصف غول الحقيقي بعين واحدة (اليسرى).

اخيرا ننتقل ل”ريسيه” وبعد نبضة موسيقية يقوم انعكاسها بكسر الحاجز بين العالمين بالنسبة لكانكي ويتحول ال”كاغانيه” خاصتها لرسم راقص جذاب مليئ بزهور الليلي العنكبوتية نفس الزهور التي تظهر معها عندما تظهر امام “كانكي” في غرفة التعذيب وهي زهور مستعملة غالباً في الجنازات اليابانية كما انها مرتبطة بالموت واعادة الاحياء في بعض المعتقدات اليابانية.

وتنتهي اللقطة باغلاقها لعينيها ناظرتاً ليمين الشارة انتهائاً لما بدأته ببدايتها بفتحها لعينيها.

بعدها نرى ال”كاغانيه” الخاص ب”توكا” يظهر من خلفها كأجنحة فراشة، يصعب رؤية ما هي الاشكال الممتدة لكن يبدوا بشكل مبهم كتابات و صور من ضناعة البشر دلالة على توغلها واهتمامها بعالم البشر اكثر.

ننتقل للقطة مقربة لوجهها حيث تتحرك لفتح عينها ونظرها نحو المشاهد و”كانكي” في سياق الشارة دلالة على تقبلها له كغول وكبشري وكصديق.

ثم مباشرة للقطة “كانكي” البشري يسقط نحو الخط الفاصل للخلفية في بداية الشارة دلالة على انه كان اول انعكاس استُعمل فيها ولكن لم تكن مشاعر الشخصيات واضحة بعد لاستعمال الانعكاس بطريقة صحيحة،

يستمر “كانكي” بالسقوط حتى يندمج مع انعكاسه الغول على خط الوصل بين العالمين -ونسطيع تحديد انه انعكاس لان عين كانكي الغول هي اليسرى و ليست اليمنى- ومن هذا الاندماج يظهر “كانكي” مبتدأً بعينه اليسرى وبعدها شعره الابيض وسترته السوداء واقفاً بنظرة باهتة منعدمة المشاعر  وهو تحول كامل لشخصيته في بداية الشارة بشعره الاسود وقميسه الابيض جالساً بإضطراب وحزن خافياً وجهه تماماً.

تنتهي الشارة بالابتعاد عن “كانكي” الواقف بثقة ولا مبالة بعد الاحداث المريرة والمواقف المدمرة التي مر بها مع بهتان الخلفية من جديد وخلوها من الالوان لكن ليس لدرجة البداية  دليل على معرفته اخيراً ما يجب عليه فعله فلم يعد ملهوفاً بمخاطر عالمه الجديد الملون بل مصمما على امرٍ واحد غير مكترث بباقي التفاصيل.

احتلت الشارة المركز الذي تستحقه الأول بين شارات عام ٢٠١٥ فالتوافق بين الألحان والمشاهد، تحول “كانكي” الكامل خلالها، والعمل على سلاسة اللقطات وملئها بالمعلومات تستحق المركز الاول بجدارة، ولكن للأسف لم يكن الانمي على نفس المستوى كما ان الجزئين الثاني والثالث خيبا الظن اكثر من الاول بكثير.

ترغب باستلام اشعار عندما ننشر مقالاً جديداً؟

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.