مراجعة أنمي Isekai no Seikishi Monogatari – أنمي حريم-ايتشي-ايسيكاي يمتلك قصة فعلية

من كان ليعتقد أن أنمياً يجمع بين الحريم، الايتشي، ويقع ضمن تصنيف الايسيكاي “في عالم آخر” قد يكون جيداً فعلاً ويمتلك قصة تدفعك لمشاهدة الأنمي بشكل جدّي. حسناً شخصياً لم أكن أتوقع هذا قبل بدايتي بمشاهدة  Isekai no Seikishi Monogatari… ولكن قبل نهاية الحلقة الثالثة من الأنمي أدركت تماماً أن هذا الأنمي مختلف.

بتقييم 8.02 على موقع ماي أنمي ليست، ليكون ضمن الأنميات الخمس الأفضل في أنميات تصنيف الحريم، يأتي أنمي Isekai no Seikishi Monogatari بقصة مذهلة وبناء عالم مثاليّ بما فيه الكفاية لينسيك في كثير من الأوقات أنه من تصنيف الايتشي-الحريم… وليذكرك في أوقات كثيرة أن تصنيف الإيسيكاي يمتلك الكثير من الإمكانيات التي يمكن استغلالها.

بداية، أنمي Isekai no Seikishi Monogatari هو انمي OVA صدرت حلقاته شهرياً على أشرطة الفيديو، ويختلف نظام هذا الأنمي عن نظام الأنميات الموسمية المعتاد، فالحلقة طولها مضاعف تقريباً، وجودة الانتاج أعلى من المتوقع من هذا النوع من الأنميات. وكون الانمي “أصلياً” بالكامل، أي لا يعتمد في على قصة مكتوبة سلفاً ولا يقتبس من مانغا مثلاً، يجعل القصة ملائمة أكثر بنظري.

الجزء المهم: الحريم والايتشي

عنصر الهاريم أو الحريم يمزج عادة بعتصر الإيتشي… لا أذكر أنني شاهدت أنمي حريم في حياتي لم يكن ممزوجاً بشكل أو بآخر بالايتشي، وهذا النوع من الأنميات عادة يتميز ب”نفحة” هرائية لا يمكن التخلص منها؛ يمكن اختصارها بأن الحريم هو الهدف من الأنمي، وليس عنصراً من عناصره.

هذا الأمر موجود بكثر لدرجة أصبحت أعتبره جزئاً من التصنيف كاملاً، وليس شيئاً يمكن الاستغراب منه. كالقتالات المضخمة في أنميات الشونين، أو مثلثات الحب في الأنميات الرومنسية. ولكن أنمي Isekai no Seikishi Monogatari جاء ليذكرني أن الحريم عنصر في القصة، وليس هدفاً يمكن أن يقوم الأنمي عليه بالكامل.

أجل، Isekai no Seikishi Monogatari يوظف هذين العنصرين بكثرة، وفي الكثير من المشاهد، وفي الكثير من الحلقات، وربما أحياناً دون سبب واضح… ولكن في النهاية كل هذا كان جزءاً من القصة، العالم الجديد الذي يعيش فيه كينشي الشخصية الرئيسية يعمل على هذه القوانين، ولا يمكن اعتبارها دخيلة عليه.

من الحلقة الأولى لا يمكنك تمييز عنصر الحريم بسهولة حتى نهاية الحلقة، وفي الحلقة الثانية لن تجد القصة تركب على قطار الايتشي كي تجذب المشاهد. هذه الحلقات استغلت استغلالاً مثالياً للتعريف بالعالم وطاقم الشخصيات وطريقة عمل الأشياء فيه. ظهر عنصر الميكا الذي يعتمد عليه الأنمي، ظهرت كل العناصر المهمة للحبكة، وظهرت تلميحات سيظهر تأثيرها في القصة لاحقاً.

يمكن اعتبار هذا الأنمي من تصنيف الايتشي، فهو كذلك، هناك الكثير من العري الجزئي، الكثير من التلميحات الجنسية، حتى أن الأنمي بأكمله قائم على محور “تعدد الشركاء في العلاقة” ويطرح هذا بجدّية أحياناً وبكوميديّة مبالغ فيها في أحيان أخرى، ولكن لا يمكن اعتباره كأنمي ايتشي أو حريم تقليديّ أبداً.

الجزء الأهم: بناء العالم في أنمي Isekai no Seikishi Monogatari

ربما كان أكثر ما جذب انتباهي في هذا الأنمي هو دقة بناء العالم وطريقة التفصيل في كل جوانبه دون الحاجة لقراءة أي شرح خارجيّ أو ترك أي تفاصيل معلقة عليك ابتكارها بنفسك. على مدى الحلقات الثلاثة عشر، تعرفنا على كل ما يلزمنا معرفته عن هذا العالم الخياليّ الجديد، تعرفنا على طريقة بناء الحضارة فيه، كيف يعمل نظامه الاجتماعي، والكثير من الأشياء الأخرى الملامسة للقصة.

وفي نفس الوقت، لم يكن هذا البناء مملاً، لم يكن مفصلاً أكثر من اللازم، لم يكن هناك عرض للمدن أو الحياة فيها، لم يكن هناك “تجوال في العالم” دون هدف… كل ما تم عرضه هو جزء من القصة والرحلة التي تعيشها الشخصية الرئيسية، بعيني الشخصية الرئيسية.

ربما لا يوافقني الجميع بهذا ولكنني أعتقد أن بناء العالم في هذا الأنمي كان مثالياً لأنه لم يدخل في التفاصيل، ولأنه التزم بالعرض من عينيّ الشخصية الرئيسية، دون تضييع الوقت في عرض تفاصيل لا تأثير مباشر لها على القصة.

ماذا عن الميكا؟ الأكشن؟ الطابع المدرسيّ؟

الأنمي يندرج ضمن كل هذه التصنيفات أيضاً، وهذا صحيح بالكامل. الأنمي يوظف الميكا كعنصر أساسي جداً في القصة، بل كل المعارك الموجودة فيه تقريباً هي معارك ميكا، مرسومة بشكل مذهل وتتضمن حركات كوريوغرافية مثيرة للاهتمام. وهذا يفسر أيضاً تصنيف الأكشن.

ربما الغريب هنا هو ادراج الأنمي تحت التصنيف الكوميدي، لأنه قد لا يبدو كهذا للولهة الأولى، وربما لا يمكن تمييز هذا من الحلقات الأولى. ولكن التصنيف صحيح برأيي، فنصف حلقات الأنمي تقريباً تجري أحداثها في مدرسة، وفي جوّ مدرسيّ ولو اختلف قليلاً وامتلك طابعاً “سحرياً” أكثر من المعتاد.

قتالات الميكا في هذا الأنمي كانت من الطراز الرفيع. لست من الأشخاص المهووسين بالميكا ولست من كارهيها ولكن هذا الأنمي يقع حتماً في الطرف الأفضل من هذا التصنيف. هناك قتالات سيئة التحريك طبعاً ضمن الأنمي، وبعض الإطارات الثابتة هنا وهناك، ولكن بالمجمل، الكوريوغرافي وتناسق الشخصيات مع الميكا خاصتها وتحركاتها على هذا الأساس كان ممتازاً.

أيضاً للميكا في هذه القصة نصيب الأسد من الحبكة، فالتفاصيل المذكورة أثناء الحديث عن السيكجين “اسم الات الميكا في هذا الأنمي” هي التفاصيل الأكثر تأثيراً بالأحداث لاحقاً.

ما لم أحبه في هذا الأنمي

باختصار؛ هناك الكثير والكثير والكثير والكثير والكثير من الشخصيات الجانبية في هذا الأنمي. لست جيداً في حفظ أسماء الشخصيات، ويمكن أن يواجه أي شخص مشكلة في حفظ هذه الكمية من الوجوه في أنمي واحد. كثرة الشخصيات ربما تضيف الكثير للقصة ولكنها تصل لحدود جنونية أحياناً. وبالأخص عندما يكون بعض هذه الشخصيات موجوداً فقط وفقط كزيادة عدد… حرفياً.

القصة جيدة جداً، ولكنها ليست خالية من الثغرات على الإطلاق، هناك الكثير من التخبط في طريقة الكتابة والعرض في هذا الأنمي لدرجة أن بعض المشاهد تصبح غير مفهومة على الإطلاق. أجل هذا جيد في بعض الأحيان ولكن ليس في هذا النوع من القصص، وليس في هذا النوع من الأنميات.

الحبكة المتماسكة هو الأمر الوحيد الذي منع القصة “الجيدة” من أن تصبح مقلباً من الهراء، التحضير الموجود في الحلقات الأولى والتلميحات الموجودة على مدى حلقات الأنمي كان الأمر الوحيد الذي يدل على توجهه إلى هدف ما، وتحقيقه لهذا الهدف في النهاية.

شخصياً اقدر وجود أحداث غير متوقعة في هذا النوع من الأنميات، وقد حصلت على الكثير من هذه الأحداث في هذا الأنمي. هناك الكثير من تقلبات الحبكة المميزة التي أثارت إعجابي في كثير من الحلقات، ولكنّ بعضها لم يكن موفقاً على الإطلاق وكاد يفسد الأنمي عليّ.

ما أحببته في هذا الأنمي

كشخصية رئيسية في أنمي هاريم-ايسيكاي، مبالغ في قوتها، تمتلك عناصر موجودة في آلاف الشخصيات الأخرى كالغباء المبالغ فيه والقلب الطيب والنية الجيدة. لا بد أن كينشي هو شخصيتي المفضلة من هذا النوع. كينشي لم يكن مجرد شخصية رئيسية ™ فحسب، بل كان أكثر من ذلك، على الأقل بالنسبة لي.

كينشي يمتلك قصة خلفية تظهر لاحقاً، يمتلك قراراً في ما يجري حوله ولو كان ظاهرياً او وهمياً، لا يظهر جانب “الوحش” في داخله كلما تطلبت منه الحبكة ذلك، لا يتصرف بغباء دون أن يكون لذاك مبرر فعليّ. لم تتغير شخصية كينشي بليلة وضحاها، وما حدث في الحلقة الأولى من الأنمي لم يكن تغييراً، بل كان عرضاً فقط لحقيقته.

ربما لن تلاحظ تغيّراً فعلياً في شخصية كينشي من الحلقات الأولى وحتى النهاية إن كنت تعتمد على صفة الشخصية أو الTrope التي يمتلكها “كالبلاهة مثلاً” ولكن ستلاحظ الكثير من التغيير إن نظرت لما يفعله كينشي وكيف يتصرف في كل موقف.

يمكنك إنشاء شخصية خارقة للطبيعة لا يمكن منافسة قوتها دون أن تجعلها غير قابلة للمساس… يمكنك إبقاء شعور التوتر والخطر على حياة هذه الشخصية، أو على الأقل على حياة من حولها، عندما تستغل العناصر الأخرى الموجودة في الأنمي لتحد من قدراتها، كما حدّت قدرات السيكيجين ما يمكن لكينشي فعله وما لا يمكنه أن يفعله في هذا الأنمي.

كخلاصة

أظن أن هذا الأنمي يستحق فرصة للمشاهدة. ربما لا يكون أفضل ما لدى تصنيف الايسيكاي ولكنه حتماً من الأشياء الجيدة التي لا يمكن اعتبارها تضييعاً للوقت. الأنمي يتضمن عرياَ جزئياً والكثير من التلميحات الجنسية لذا هو حتماً غير ملائم لمن لا يحب هذا النوع من المشاهد، ولكن بغض النظر عن هذا، الانمي مميز جداً.

اقرأ أيضأً:

ترغب باستلام اشعار عندما ننشر مقالاً جديداً؟

هادي الأحمد

هادي الأحمد

أحب النظر لقصص الأنمي من زوايا مختلفة.

المقالات: 50

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.